لكي يحيا الربيع العربي

Protesters shout slogans against Egypt's military council at Tahrir Square in Cairo September 16, 2011. After the activation of emergency law, the Union of Revolutionary Youth called for a "Friday with no Emergency" and protested against military trials in Tahrir Square and other main squares nationwide, also warning of further demonstrations, local media said.

واشنطن بوست: الشباب العربي الأكثر طموحا وثورية وعلى العالم أن يقف خلف مطالبه (رويترز)

كرست صحيفة واشنطن بوست الأميركية افتتاحيتها لهذا اليوم لمناسبة مرور عام على إحراق الشاب التونسي محمد بوعزيزي نفسه احتجاجا على الفساد، وهو الأمر الذي يعد الشرارة التي أشعلت ما سمي فيما بعد بالربيع العربي.

 

ورأت الصحيفة أن من الطبيعي أن تتلقف شعوب الدول العربية النار التي أشعلها بوعزيزي، خاصة وأنها كانت تعيش حالة من الدكتاتورية السياسية والجمود الاقتصادي وتحلم بانتخابات وسوق حرة وتكامل مع الاقتصاد العالمي.

 

وتقدم الصحيفة نظرة سريعة على أحداث الربيع العربي خلال عام، وترى في افتتاحيتها أن حركة الاحتجاجات العربية لم تعد تستحق لقب "الربيع" لأن دماء كثيرة سالت خلالها أو بسببها، ذلك أن بعض القادة العرب اختاروا المواجهة بدل الرضوخ لمطالب الشعب، ولو أدت المواجهة إلى مقتلهم.

 

وتتابع الصحيفة أن معمر القذافي ونظامه لم يعودا على قيد الحياة، وقد يختفي أيضا قريبا نظاما الرئيس السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح، ولكن الدماء التي سالت أضفت على تلك البلدان حالة من الوهن والحداد ولا أحد يعلم متى ستتوقف فيها إراقة الدماء وهل ستتمكن شعوبها من التصالح مع نفسها.

 

وتقارن الصحيفة الربيع العربي بحركات مشابهة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وتقول إن بلدانا عديدة في آسيا وأميركا اللاتينية ثارت على حكامها الشموليين ونجحت في التحول إلى النظام الديمقراطي وتبنت سريعا سياسات اقتصادية ليبرالية جعلتها تنمو وتزدهر اقتصاديا بسرعة قياسية. لكن هذا السيناريو لا ينطبق على الدول العربية، فالأنظمة التي انبثقت عن الربيع العربي لا تزال تتبنى نظما اقتصادية لا تساعد على جلب الاستثمارات الأجنبية.

 

الليبراليون الذين أشعلوا الثورات على صفحات فيسبوك وأنزلوا الطبقة الوسطى إلى الشارع مهددون بالإقصاء من المشهد السياسي

قد تتمكن ليبيا من النهوض اقتصاديا بفضل ثروتها النفطية، ولكن قطاعا واسعا من الشباب العربي قد يستمر في المعاناة ورؤية أحلامه بفرص عمل أفضل عصية على التطبيق على أرض الواقع.

 

وترسم الصحيفة صورة قاتمة للوضع في تونس ومصر وتقول إن الإسلاميين الذين سيحكمون هذين البلدين لا يتمتعون بصلات قوية مع الغرب، وتلمح إلى أن الإسلاميين اختطفوا الثورة، بينما الليبراليون الذين أشعلوها على صفحات فيسبوك وأنزلوا الطبقة الوسطى إلى الشارع مهددون بالإقصاء من المشهد السياسي.

 

وتعلل الصحيفة ذلك بافتقار الليبراليين لمؤسسات تنظم عملهم وافتقارهم إلى "الدعم المالي الخارجي الضخم الذي تتمتع به الحركات الإسلامية".

 

ولا تستغرب الصحيفة وعورة الطريق للديمقراطية في المنطقة العربية، ولكنها ترى أن ذلك يجب أن لا يكون سببا لتبرير الهجوم على الإسلاميين أو السماح للجيش في سوريا ومصر مثلا "بفرض النظام بالقوة".

 

وتقدم الصحيفة حلّا من وجهة نظرها يقول إن سبب وعورة الطريق إلى الديمقراطية في المنطقة العربية هو افتقارها إلى "الحوار الحر المفتوح والديمقراطية".

 

وتختم بالقول إن جيل الشباب العربي هو الأضخم في العالم والأكثر ثورية وطموحا بالحرية والرفاهية التي يراها تنتشر في العالم من حوله، وعليه يجب على العالم من حوله أن يضع ثقله وراء ذلك الطموح.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان