صحف إيران تقلل من شأن العقوبات

قللت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم من شأن أي عقوبات جديدة قد تطبق مستقبلا على طهران، وذلك بعد أن أقر الكونغرس الأميركي أمس قانونا يقضي بفرض حزمة من العقوبات بصيغة جديدة تشمل البنك المركزي الإيراني، مشيرة إلى ضرورة التخطيط للتعامل مع أي نتائج محتملة برغم كونها غير مقلقة.
فصحيفة ابتكار رأت أن أي عقوبات قد تستهدف البنك المركزي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج سلبية ربما لا تناسب جميع الأطراف، معتبرة أن تبعاتها ستكون ضئيلة بالنسبة إلى طهران.
وفي مقال تحليلي في الصحيفة نفسها بقلم محمد خوش جهرة، أكد الكاتب ضرورة التعامل مع الأمر بجدية، فضلا عن ضرورة الاستعداد لمواجهة أي تداعيات مستقبلية، ومحاولة إيجاد بدائل من خلال الاعتماد على مكانة إيران الاقتصادية في السوق العالمية.
ولكون البنك المركزي في إيران هو من يشرف على اتفاقيات تصدير النفط إلى الدول الأخرى، يرى الكاتب أن فرض أي عقوبات عليه ليس أمرا سهلا، بل يستدعي من الغرب التفكير مليا، كما يستدعي من إيران التحضير لمواجهة هذه العقوبات المحتملة.
تردد أوروبي
من جهتها ركزت صحيفة "جمهوري إسلامي" على الزاوية الخاصة بالنفط الإيراني، فذكرت أن إيران تزود السوق العالمية بمليونين ومائة ألف برميل نفط يوميا، وأن هذه الكمية ربما يمكن تأمينها من دول تستطيع سد هذا النقص كالسعودية والعراق.
ولكن التجارب السابقة -تضيف الصحيفة- أثبتت أن سوق النفط تتأثر سلبا بقضايا من هذا النوع، خاصة ارتفاع الأسعار، وهو أمر سيؤدي إلى تردد بعض الدول الأوروبية في التماهي مع قرار واشنطن، ولاسيما أن أوروبا تحصل على 18% من احتياجاتها النفطية من إيران وحدها.
وفي التحليل اعتبر البعض أن العقوبات على المركزي الإيراني لن تكون فاعلة إن فرضت من جانب الولايات المتحدة وحدها، وبالتالي تسعى واشنطن لإقناع كثيرين بالخطوة.
واعتبرت "جمهوري إسلامي" أن أمرا كهذا يحتاج وقتا طويلا لإقناع الأطراف الغربية، لكونها مترددة خشية من تعرض سوق النفط العالمية لضربة مفاجئة.
ضغط أكبر
أما صحيفة "جهان اقتصاد" فتطرقت للردود الرسمية الإيرانية على قرار الكونغرس الأميركي، التي لم تر في الأمر جديدا، إلا أنها رأت فيه سعيا لخلق ضغط أكبر على طهران، ولاسيما بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي وصف البرنامج النووي الإيراني بأنه ذو بعد عسكري.
ونقلت الصحيفة على لسان وزير الاقتصاد سيد شمس الدين حسيني قوله إن العقوبات "خطوة غير موفقة، فالدول التي تسعى لفرض عقوبات على طهران لم تستطع الحصول حتى الآن على موافقة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
كما رأت الصحيفة أن خطوة كهذه تحمل بعدا سياسيا، حيث نسبت إلى رئيس البنك المركزي الإيراني محمود بهمني قوله إن "المصارف المركزية مستقلة عن الحكومات في جميع الدول، وما يعد له الكونغرس الأميركي أمر مسيس وغير مقبول".
من جانبها لم تبتعد صحيفة "رسالت" في موقفها عن بقية الصحف، فهي قللت من شأن أي عقوبات قد تفرض، ورأت أن قرار الكونغرس الأميركي يعتبر جزءا من حملة ضغوط نفسية وسياسية وإعلامية تتعرض لها طهران حاليا.
ونشرت الصحيفة مضمون حوار أجراه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع قناة "تيله سور" الفنزويلية، وقال فيه "إن تلك التهديدات والعقوبات أمر لا يسعدنا ولكنه غير مقلق على الإطلاق".
وعن أي تصعيد مستقبلي تجاه طهران، استبعدت "رسالت" شن أي حملة عسكرية على إيران، معتبرة أن التوتر الحالي بين إيران والغرب أمر تاريخي ويعود لأكثر من ثلاثة عقود.