مسلسل هزلي يهجو الأسد ونظامه

في الوقت الذي يقال فيه إن آلاف السوريين يقبعون في السجون لتحديهم علنا نظام الرئيس بشار الأسد، قدمت مجموعة من الممثلين هجاء سياسيا صريحا يسخر من قوات الأمن التي يخشاها الناس بل يسخر حتى من الأسد نفسه. واستطاعت أن تفلت بها من العقاب لأن برنامج الفيديو الذي أطلقته المجموعة يستخدم دمى مصممة لتبدو كمتظاهرين مناوئين للحكومة ومليشيات موالية للنظام والرئيس نفسه الذي يشار إليه بصيغة التصغير بيشو.
ومسلسل الدمى الثوري المسمى "الأحمق الكبير: يوميات دكتاتور صغير" يتكون من 15 مشهدا هزليا منشورا على موقع اليوتيوب.
ويقول جميل، مدير البرنامج، إن صديقا له اقترح الفكرة في مايو/أيار الماضي وإنهم كانوا يبحثون عن وسائل للتحدث عما يحدث في سوريا بدون كشف هوياتهم لأن الأمر من الخطورة في حال تقديم مسرحية بممثلين حقيقيين يتحدثون عن الثورة في سوريا.
ويشار إلى أن الدمى صنعت في سوريا ثم هُربت إلى الخارج في كيس ورق بعد إخفاء معالم الشخصية التي تمثل الرئيس. ورغم أن مسؤولي الحدود السورية فتشوا كل أغراض جميل التي كانت في صندوق سيارته فإنهم لم يفتحوا الحقيبة التي فيها الدمى.
وقال جميل إن بعض الأصدقاء تبرعوا بالمكان الخاص بالتجارب وتصوير المسلسل والبعض الآخر ساعد في إرسال الفيديوهات إلى اليوتيوب والترويج لها في شبكات التواصل الاجتماعية.
وكانت الحلقة الأولى، التي أذيعت في نهاية الشهر الماضي، بعنوان "كابوس بيشو"، وهي تصور الرئيس السوري يلبس ملابس نوم ويستيقظ في منتصف الليل يصرخ قائلا "لماذا لم يعد الشعب السوري يحبني؟ لماذا يريدون إسقاط النظام؟ أقسم بالله أني لم أقتل مثل هذا العدد الذي قتله والدي!".
كما سخرت الحلقة من حلفاء الأسد. وفي أحد المواقف يغني أحد رجال المليشيات الموالين "رجال الأعمال في حلب لن ينتفضوا حتى لو سقط النظام". وبعدها يقول للرئيس "النظام سقط وهذه المرة بحق. ويجب أن تهرب يا سيدي".
ويسال بيشو "هل يجب أن أتصل بأحمدي نجاد وأفر إلى إيران اليوم؟".
ويقول جميل إنه يأمل أن تساعد هذه المشاهد الهزلية في تحطيم الإعجاب بالشخصية الذي تشكل حول بشار ووالده. "فنحن نرى بشار يصرخ في المشاهد كأي رجل عادي. والكوميديا استجابة طبيعية للتراجيديا. والثورة السورية هي ثورة الحياة وليس الموت".
ومن الجدير بالذكر أن اليوتيوب تلقت أكثر من 40 ألف مشهد فيديو والمعلقون يثنون على المنتج في شبكات التواصل الاجتماعية.