ماذا وراء اقتحام سفارة لندن بطهران؟

Iranian protesters walk in the compound of the British Embassy after storming into the mission in Tehran on November 29, 2011. More than 20 Iranian protesters stormed the British embassy in Tehran, removing the mission's flag and ransacking offices. AFP PHOTO/STR

المحتجون الإيرانيون داخل مجمع السفارة البريطانية بعد اقتحامها أمس الأول (الفرنسية)

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن اقتحام السفارة البريطانية في طهران فجر توترا داخل إيران وخارجها، فبينما بارك بعض المحافظين عملية الاقتحام، ندد بها آخرون قائلين إنها تهدد الأمن الوطني وتزيد شدة التوتر مع الغرب.

وقالت الصحيفة إن ما حدث يعكس الانقسام الموجود بين غلاة المحافظين في النخبة الحاكمة، كما ذكرت ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن إيران دولة قمعية أعدمت 500 شخص في هذا العام فقط، وأنه لا يمكن تصديق فكرة عدم قدرة السلطات الإيرانية على منع اقتحام السفارة البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن النرويج وألمانيا استدعتا سفيريهما من طهران بعد وقت وجيز من سحب لندن سفيرها، وهناك تقارير تتحدث عن عزم دول أوروبية أخرى على إتباع برلين وأوسلو.

وقالت الصحيفة إن ما حدث يوم الثلاثاء يشبه ما حدث في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1979 عندما اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأميركية واحتجزوا 52 دبلوماسيا أميركيا رهائن مدة 444 يوما.

وكشفت الصحيفة أن آخر شرارة أشعلت الموقف هي قرار لندن استهداف البنك المركزي الإيراني بعقوبات الهدف منها هو وقف البرنامج النووي الإيراني، وقد وصف المسؤولون الإيرانيون الخطوة البريطانية بأنها قرار حرب وقررت طهران طرد السفير البريطاني دومينيك شيلكوت وتوعدت بإجراءات أخرى.

إعلان

الصحيفة قالت إن المواقع الإخبارية الناطقة بالفارسية عرَّفت بعض المقتحمين بأنهم قادة في مليشيا الباسيج وجيش القدس الذي ينفذ العمليات الخارجية

وقالت الصحيفة إن المواقع الإخبارية الناطقة بالفارسية عرَّفت بعض المقتحمين بأنهم قادة في مليشيا الباسيج وجيش القدس الذي ينفذ العمليات الخارجية.

وأضافت الصحيفة أن بريطانيا ظلت خارج مرمى الإيرانيين الذين ركزوا مواجهتهم لما يسمونهما الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، أي أميركا وإسرائيل.

وقالت معصومة طرفة -وهي باحثة في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن- إن التوتر اشتد بين لندن وطهران في السنتين الأخيرتين وأججتها الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتوسعت في نقلها القناة الفارسية لتلفزيون بي بي سي وهو ما وصفته طهران بأنها "حرب ناعمة".

وأضافت طرفة "أما الضربة الثانية فهي العقوبات البريطانية التي استهدفت البنك المركزي الإيراني وهي الخطوة التي أزعجت القادة الإيرانيين بشدة، بما أن الحرس الثوري هو المحرك الرئيسي للاقتصاد".

وقالت الصحيفة إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اعترف للبرلمان في الأسابيع الأخيرة بأن "إيران تواجه أكبر هجوم في تاريخها، فالعمليات البنكية والتجارية والمشتريات والمبيعات والعقود تتعرض للملاحقة والعرقلة".

وأوضحت الصحيفة أن الاقتحام الذي أحيا به عناصر الباسيج الذكرى الأولى لاغتيال العالم النووي مجيد شهرياري يكشف وجوها أعمق للصراع السياسي الداخلي في إيران.

وقالت طرفة "يوضح الهجوم يأسهم من العقوبات، فهي تستهدف أولئك المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان وكذلك كبار المسؤولين ومن بينهم من يسيرون الاقتصاد، ومن شأن العقوبات أن تحدث بينهم شرخا وإذا حدث سنرى المواجهات الداخلية".

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور

إعلان