الانتخابات المصرية.. أختبار أول للثورة

أنس زكي-القاهرة
احتفت الصحف المصرية الصادرة اليوم ببدء الانتخابات البرلمانية والتي تعد الأولى بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، واشتركت معظم الصحف في اعتبار هذه الانتخابات أول اختبار عملي لهذه الثورة.
ورأت صحيفة الشروق الخاصة أن مصير الثورة بات الآن في صندوق الاقتراع، كما أبرزت في صفحتها الأولى تصريحات للعلامة د. يوسف القرضاوي يخاطب فيها ثوار ميدان التحرير قائلا، "انتخبوا وعودوا إلى اعتصامكم".
وفي الصحيفة نفسها، قال الكاتب فهمي هويدي إن هذه الانتخابات تمثل الخطوة الأولى على طريق إقامة جمهورية حقيقية يصنعها الشعب على يديه، وأضاف أن شروط نجاحها تتمحور حول الإقبال على التصويت، وتأمين العملية الانتخابية، وأن تجري في حرية ونزاهة، ثم الحرص على اختيار العناصر الوطنية التي تحمل قيم الثورة على أكتافها وتحلم بتحقيق حلم النهوض بالوطن.
واعتبر هويدي أن هذه الانتخابات تمثل اختبارا لا يحتمل الرسوب، لأن الراسب في هذه الحالة لن يكون المجلس العسكري أو القوى السياسية وإنما سيكون الثورة والوطن بأكمله.

لا تخذلوا الميدان
من جهة أخرى، كان ميدان التحرير مهد الثورة المصرية حاضرا في المشهد حيث طالب الكاتب وائل قنديل في صحيفة "الشروق"، المصريين بعدم خذلان الميدان أمام الصندوق، وشبه الميدان بقطاع غزة الفلسطيني، مؤكدا أن غزة صمدت في مواجهة الإرهاب، في حين سيبقى ميدان التحرير عنوانا للصمود وقلعة للتغيير في مصر.
وفي صحيفة "الأهرام" الحكومية جاء المقال الافتتاحي مؤكدا على دوران عجلة التاريخ المصري حتى وصلت إلى انتخابات حاسمة يتمناها المصريون حرة ونزيهة وعادلة وخالية من التزوير والعبث بنتائجها كما كان يحدث سابقا.
وأشارت الصحيفة إلى مطالبة البعض بتأجيل الانتخابات بسبب حالة الاستقطاب السياسي والانفلات الأمني، لكنها قالت إن نفس الأسباب تقود أيضا إلى أهمية هذه الانتخابات باعتبارها خيارا للخروج من الأزمة عبر اللجوء إلى الشعب مصدر السلطات من خلال صندوق شفاف يكشف عن الأوزان الحقيقيقة لمختلف القوى السياسية.
في المقابل، عبر المحلل السياسي د. حسن نافعة في مقاله بصحيفة "المصري اليوم" عن مخاوفه من أن تكون الانتخابات خطوة على طريق إعادة إنتاج نظام مبارك بوجوه جديدة، وأرجع ذلك إلى أنها تجري وفق نفس بنية النظام القديم الذي كان يحرص على إفراز سلطة تشريعية ضعيفة، فضلا عن السماح لفلول الحزب الوطني الحاكم سابقا بالترشح.
وقال نافعة إنه يعتقد أن هذه الانتخابات ستفرز برلمانيا لا يعبر عن روح ثورة يناير/كانون الثاني، وهي الروح التي اعتبرها فرصة مصر الحقيقية والوحيدة لتعويض ما فاتها.