بلير يحث الغرب على مواجهة إيران

أعرب رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير للجنة المناط بها التحقيق في ملابسات حرب العراق عن "أسفه" لسقوط ضحايا، لكنه شدّد على ضرورة ألاّ تُثني تلك التضحيات الغرب عن مواجهة إيران "بالعزم الثابت، وبالقوة إذا لزم الأمر".

 
ودافع بلير -الذي كان يدلي أمس بشهادته أمام لجنة التحقيق للمرة الثانية- عن قراره الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، مناشدا زعماء العالم التخلي عن ما وصفه "بنزعتهم المستكينة" تجاه إيران.

 
وفي إيماءة تنم عن انصياعه لرأي منتقدي أدائه أثناء الإدلاء بشهادته أمام لجنة التحقيق العام المنصرم والذي اتسم بالتحدي وعدم الاعتذار، اختار بلير أن ينهي أربع ساعات تقريبا من الوقوف في منصة الشهود بنبرة ندم، على حد تعبير صحيفة فايننشال تايمز.

 
غير أن عبارة "الأسف العميق" التي أبداها بلير إزاء سقوط قتلى في العراق منذ عام 2003 قوبلت بصيحات استهجان ودموع من عائلات مكلومة كانت حاضرة أثناء إدلائه بشهادته.

 
وصاحت امرأة من الحضور قائلة "لقد سبق السيف العذل"، واستدار آخرون بظهورهم عندما كان بلير في طريقه لمغادرة القاعة.

 
ومن بين الموضوعات التي تناولتها اللجنة باستفاضة، المشاورات غير المنتظمة التي أجراها بلير مع وزراء حكومته قبيل خوض الحرب، والأسس التي بنى عليها موقفه من توبيخ فرنسا لإحباطها قرارا ثانيا من مجلس الأمن بشأن العراق، وطريقة تعامله مع الاستشارات القانونية التي لم تتفق مع رأيه، والمبررات التي ساقها لاختصار عمليات التفتيش عن الأسلحة في العراق.

 
على أن أكثر المواضيع التي لم تنل رضا اللجنة كانت المراسلات المتبادلة مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حيث طلب بلير عدم نشرها على خلاف رغبة لجنة التحقيق.

 
وقال بلير "ما قلته للرئيس بوش هو أنه يمكنك الاعتماد علينا. وسنكون معك في تصديك لهذا الأمر (في إشارة إلى موضوع العراق)، لكن ها هي المصاعب التي تقف في طريقك".