انتقادات لأوباما بشأن غوانتانامو

انتقدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية الرئيس باراك أوباما بشأن عدم إيفائه بوعده الذي أطلقه مع بداية رئاسته عام 2009 والمتمثل في إغلاق معتقل غوانتانامو سيئ السمعة في غضون عام، وقالت إن الرئيس غير قادر على الوفاء بوعده بسبب عدم دعم الكونغرس للقضية برمتها.
وأوضحت لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها أن أوباما واجه الكثير من الانتقادات لعدم قيامه ببذل الجهود الجادة لإغلاق معتقل غوانتانامو الموجود في كوبا، مضيفة أنه يستحق كل تلك الملامة والانتقادات.
وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن الرئيس تلقى انتقادات أخرى بسبب اتباعه سياسة المراوغة في ما يتعلق بتنفيذ وعد وزير العدل إيريك هولدر بمحاكمة المعتقلين المتهمين بشن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 أمام محاكم مدنية فدرالية وليس أمام هيئات عسكرية.
كما أنحت لوس أنجلوس تايمز باللائمة على الكونغرس الذي قالت إنه السبب وراء وصول أوباما إلى حالة من اليأس والإحباط بشأن وعده لإغلاق المعتقل المذكور، حيث من بين الأساليب والمعوقات التي اتبعها الكونغرس هو اعتماده لقانون يمنع تمويل عمليات ترحيل سجناء غوانتانامو إلى داخل الولايات المتحدة أو أي دول أجنبية أخرى.
" القانون المتضمن منع إنفاق أموال بشأن غوانتانامو جعل الرئيس أوباما في حيرة من أمره حيث احتوى القانون على بنود متعلقة بتمويل الحربين على كل من أفغانستان والعراق " |
قانون وحيرة
وكان من شأن هذا القانون أن جعل أوباما في حيرة من أمره، فإما أن يرفض كامل مشروع القانون الذي يحتوي على بنود بشأن تمويلات أخرى متعلقة بالحربين على كل من أفغانستان والعراق، أو أن يقوم بالتوقع عليه واعتماده، وبالتالي يكون قد جعل الطريق صعبة أمامه هو نفسه لإغلاق غوانتانامو.
وناقش مستشارو الرئيس خيارا ثالثا وهو أن يعتمد الرئيس القانون متحفظا على البند المتعلق بتمويل غوانتانامو، ويصدر أمرا بأن تقوم السلطة الدستورية باعتماد ما رفضه الكونغرس بالخصوص، ولكن هذا الخيار يعيد إلى الأذهان تجربة ماضية مريرة فعلها الرئيس السابق جورج بوش ولاقى إثرها انتقادات حادة.
ولكن أوباما اعتمد قرار الكونغرس، مشيرا إلى أن إدارته نفسها هي التي ستناقش الأمر مع الكونغرس في محاولة لإزالة المعوقات أمام تمويل أي عمليات متعلقة بسجناء غوانتانامو.
وأما عدم مصادقة الرئيس على قرار الكونغرس فكان ينم عن مخاطرة ومغامرة، ولكن إن نجحت المحاولة فربما يضطر الكونغرس إلى إعادة تقديم القرار دون البند المتعلق بغوانتانامو.
وترى لوس أنجلوس تايمز أن أوباما وقع في خطأ من حيث يدري أو لا يدري، وذلك أن بقاء معتقل غوانتانامو قائما يشجع تنظيم القاعدة على تجنيد مزيد من العناصر.
واختتمت بالقول إن إغلاق المعتقل وتقديم السجناء إلى محاكم مدنية من شأنه أن يؤكد على القيم الأميركية وسيادة القانون، داعية أوباما إلى إرسال تلك الرسالة إلى الكونغرس والشعب الأميركي بشكل أقوى وأكثر صلابة.