العالم العربي يشهد سخطا شعبيا

شعارات مطالبة بحق التشغيل


شعارات مطالبة بحق التشغيل في تونس (الجزيرة)

أشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى ما وصفته بفشل الحكومات في العالم العربي، وقالت إن الاحتجاجات في تونس والجزائر ما هي إلا بداية لمد متزايد من السخط الشعبي على الحكومات العربية التي لم تقم بإصلاح ذاتها.

وانتقدت ذي غارديان
ما وصفته بالنظام القمعي المستبد في تونس، والذي أصدر أوامره للشرطة لإطلاق الرصاص على المتظاهرين المسالمين غير المسلحين الذي يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية وإيجاد وظائف لهم لسد رمقهم، والذي أمر القوات العسكرية بالانتشار بالمدن التونسية وأنحاء متفرقة من البلاد.

وقالت الصحيفة إنه يبدو أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مثله مثل بقية حكام الدول العربية لا يجيد التعامل مع شعبه سوى باستخدام الأساليب القمعية والاستبدادية.

وبدأت شرارة الاضطرابات في تونس الشهر الماضي عندما أقدم الشاب التونسي محمد بوعزيزي (26 عاما) بإحراق نفسه أمام أحد الأبنية الحكومية في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة في البلاد وعلى سوء معاملة الشرطة لأبناء الشعب التونسي.

"
شرارة الاضطرابات التونسية بدأت في مدينة سيدي بوزيد عندما أقدم الشاب محمد بوعزيزي (26عاما) على إحراق نفسه احتجاجا على البطالة والسياسات القمعية
"

رصاص الشرطة
ثم سرعان ما انتشرت الاحتجاجات والمظاهرات في المدن التونسية الأخرى مثل تالة والقصرين والرقاب والكاف وقفصة وغيرها، وسط أنباء عن مقتل أكثر من خمسين مدنيا تونسيا من المحتجين برصاص الشرطة والقناصة.

وبينما أشار بن علي في خاك بله إلى عدم توفر أدلة على تدخلات خارجية أو تحريض من جماعات إسلامية، أضافت ذي غارديان أن أبناء الشعب التونسي باتوا غاضبين جدا من تفشي البطالة في البلاد، خاصة تلك التي تترك تداعياتها على الشباب التونسي وسط مظاهر الفقر المدقع في الأرياف التونسية والفساد المستشري في الأوساط الحكومية والنظام السياسي الذي وصفته بالفاشستي الذي منح بن علي (74 عاما) عام 2009 فترة رئاسية خامسة على التوالي بنسبة تصويت بلغت 89.6%.

وأما محاولات الرئيس التونسي لتهدئة الاضطرابات في بلاده ووعده بإيجاد آلاف الوظائف، فوصفتها ذي غارديان بأنها تجيء متأخرة ولا تفي بالغرض وسط تصاعد معدل البطالة بشكل مخيف، وحيث يعيش قرابة 40% من الشعب التونسي بأقل من دولارين لليوم الواحد.

وترى الصحيفة أن القيود المفروضة على الحريات العامة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروات في بعض البلدان العربية أدت إلى وجود شرائح عريضة مهمشة من الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على حقوقهم الأساسية مثل القوت اليومي والملجأ والتعليم وغير ذلك، مما ينذر بمزيد من السخط الشعبي في العالم العربي.

إعلان
المصدر : غارديان

إعلان