زلزال هايتي الأقوى بالبلد الأفقر

epa01549095 A volunteer walks among the debris of the school Evangelical Promise, in Petion Ville, Port au Prince, Haiti, 12 November 2008. The school had collapsed last 07 November and left 102 dead people and at least 150 injured. The debris of the school are being removed by the National Police and militars from the United



أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أنه ليست هي الثقافة أو اللعنة ولكنه التاريخ الاستعماري الصعب الذي مرت به الجزيرة وعوامل التصحر والإهمال البيئي والأزمات الاقتصادية المتلاحقة هي التي تكمن وراء معاناة هايتي.

فقبل أن تتعرض هايتي لأكبر كارثة طبيعية في 12 من الشهر الجاري بالزلزال المدمر، كانت الأمة الكاريبية المؤلفة من عشرة ملايين إنسان قد عانت في سبيل توفير الغذاء والمأوى لسكانها الذين يتزايدون أكثر وأكثر.

كما زادت المعاناة في ظل اعتماد أكثر من مليون عائلة على الإعانات الغذائية الدولية بشكل يومي، وحيث تمددت العاصمة عبر أحياء تألفت من أبنية من الأكواخ التي بنتها أيدي مزارعين عاطلين عن العمل هاجروا إلى المدينة بحثا عن عمل.

ومضت نيوزويك إلى أن هايتي تعد الدولة الأفقر في النصف الغربي من الكرة الأرضية بالرغم من غنى ثقافتها وتاريخها الذي لا يمكن للمرء إنكاره.

فقد كانت هايتي تحت الحكم الفرنسي في القرن الثامن عشر الميلادي المستعمرة الأغنى في العالم الجديد وكانت فرنسا تعتمد عليها في أكثر من ربع الموارد الاقتصادية.


undefined
ثورة  العبيد
وبعد أن تمكنت ثورة العبيد من هزيمة الجيش الفرنسي في الجزيرة عام 1801 كانت هايتي المستقلة أول دولة في العالم الجديد تتصدى لنظام العبودية وتمحو آثاره.

لكن حظ هايتي تعثر في القرن العشرين عندما شهدت البلاد ثلاثة عقود من الاستعمار الأميركي، ومن ثم سلسلة من الأنظمة الفاسدة والكوارث الطبيعية والدمار البيئي والأمراض التي كان أشدها فتكا مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

وأشارت نيوزويك إلى أنه بالرغم من أن هايتي وجمهورية الدومينيكان تشتركان بذات الموقع الجغرافي وذات المناخ إلا أن الجزيرة المنكوبة هي الأفقر، متسائلة عن الأسباب وراء ذلك.

وأجاب المدير التنفيذي لمعهد السياسة الدولية ميشيل ووكر أن سر فقر هايتي يعود لكونها نالت استقلالها عبر ثورة دمرت البلاد، مما اضطر الهايتيين إلى دفع تعويضات هائلة لفرنسا في ظل عدم اعتراف دول من بينها الولايات المتحدة باستقلال الجزيرة خشية أن يؤدي ذلك إلى تشجيع ثورة عبيد أخرى داخل الولايات المتحدة نفسها.

ومضى إلى أن الولايات المتحدة استعمرت كلا من الدومينيكان وهايتي، لكن الاستعمار الأميركي استمر لفترة أطول في هايتي، وأنه عندما غادر المستعمر البلاد في 1934 كانت مؤسسات البلاد الداخلية قد تضاءلت واضمحل دورها أو توقف.

"
حكم عائلة دوفاليير أورث البلاد أزمات اقتصادية متعاقبة، وأدى إلى هجرة العقول المثقفة والأيدي الماهرة المدربة
"

أزمات اقتصادية
ويضيف ووكر بالقول إن حكم عائلة دوفاليير (فرانسواه "بابا دوك" ونجله جين كلود "بابي دوك" للبلاد من 1957 إلى 1986) أورث البلاد أزمات اقتصادية متعاقبة، وأدى إلى هجرة العقول المثقفة والأيدي الماهرة المدربة، مضيفا أن الفترة اللاحقة تميزت بعدم الاستقرار، مما جعل الاستثمارات الأجنبية تكون محدودة لعدم توفر المناخ السياسي والأمني المناسب في البلاد.

وأضاف أن عملية اعتماد المزارعين الهايتيين على المساعدات الأميركية المباشرة أفقدهم القدرة على تطوير النظام الزراعي الذاتي في البلاد، فهم يحتاجون إلى بنية تحتية تتمثل في شق الطرقات وغير ذلك من ضرورات زراعة ونقل المحاصيل على المستوى الداخلي في البلاد.


وقال إن عوامل التصحر وانجراف التربة كان لها آثارها المدمرة على البلاد، بالإضافة إلى الآثار الكارثية للزلازل والبراكين والعواصف الاستوائية المدمرة، في ظل عدم توفر المصادر والمؤسسات الداخلية الكفيلة بمحاولة إعادة الإعمار.

المصدر : نيوزويك

إعلان