كاتب أميركي: لنفاوض طالبان
دعا الكاتب الأميركي فريد زكريا بلاده إلى التفاوض مع قادة حركة طالبان، وقال في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي وآخرين أنفقوا الكثير في الحرب على أفغانستان على مدار السنوات الثماني الماضية، وإنه لا ينبغي لهم الاستسلام أمام تعاظم قوة الحركة.
وحث زكريا -وهو مدير تحرير مجلة نيوزويك الدولية ومؤلف كتاب "عالم ما بعد أميركا"- دول التحالف على عدم الانسحاب من أفغانستان بسبب أن طالبان تثبت يوما بعد آخر أنها عدو شرس وأكثر مما كان متوقعا.
وقال الكاتب إن ثمة فجوة بين الأهداف التي ترسمها إدارة الرئيس باراك أوباما للحرب وبين الوسائل المتاحة لتحقيق تلك الأهداف، ويرى أنه لا يمكن ردم تلك الفجوة عبر إرسال عشرات الآلاف من القوات العسكرية الجديدة وإنما عبر تفهم حدود ما يمكن تحقيقه بالشكل المنطقي والعقلاني.
كما يرى زكريا أن ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان حالت دون شن التنظيم أي هجمات تذكر ضد الولايات المتحدة في الفترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأن وجود القوات والاستخبارات الأميركية على أراضي البلدين كان له كبير الأثر في ملاحقة وقصف قادة ومعسكرات التنظيم وعناصر طالبان والجماعات "الإرهابية" الأخرى.
تنافس محموم
وحذر من أن الانسحاب الأميركي من الحرب سيؤدي بالضرورة إلى تنافس محموم بين اللاعبين في المنطقة لفرض نفوذهم في أفغانستان، وإلى تنافس آخر بين الجيش الباكستاني وبين من وصفهم "بالمتشددين" من حركة طالبان باكستان.
وقال الكاتب إنه على عكس بعض السياسيين العراقيين الذين تنكروا للدور الأميركي في بلادهم والذين شجبوا الوجود الأجنبي في أكثر من مناسبة لإرضاء ناخبيهم وأنصارهم الرافضين للوجود الأميركي، فالسياسيون الأفغان أقروا بالوجود الأميركي في البلاد.
ومضى إلى أن رد فعل إدارة أوباما حيال تدهور الأوضاع في الحرب على أفغانستان ربما يتمثل في نيتها إرسال مزيد من القوات العسكرية والخبراء المدنيين وعبر فرض مزيد من الواجبات والمهمات، مشيرا إلى أنه إذا كان الهدف إيجاد حكومة مركزية قوية فإن ذلك سيتطلب عقودا من الزمان لا سنوات.
حلول مقترحة
واقترح زكريا ثلاثة حلول للتخفيف من تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان هي زيادة أعداد القوات العسكرية الأجنبية وزيادة أعداد القوات العسكرية الأفغانية وتخفيض أعداد القوات المناوئة.
وقال إن إستراتيجة تخفيض أعداد القوات المعادية نجحت أثناء الحرب على العراق عبر محاولة شق صفوفهم أو عقد صفقات مع بعضهم يكون من شأنها تخليهم عن السلاح، داعيا إلى تطبيقها بشكل مستعجل في البلاد.
واختتم بالقول إنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تفوز في أفغانستان فعليها عقد الصفقات المناسبة بين حامد كرزاي ومنافسه عبد الله عبد الله وتشكيل حكومة مشتركة من تحالف الاثنين معا، ليكونا قادرين على حماية أمن البلاد وعدم جعلها ملاذا آمنا للقاعدة وغيرها من الجماعات "الإرهابية".