باكستان ترفض توسيع حرب أفغانستان

أعربت باكستان عن اعتراضها على توسيع نطاق العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان، رغم أن واشنطن تريد لهذه العمليات أن تمثل منعطفا حاسما في حربها هناك وأرسلت لتحقيق ذلك تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة, ما ينذر بتعكير الجو بين الحليفين.
فقد حذر مسؤولون باكستانيون إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن يؤدي قتال جنود مشاة البحرية حركة طالبان في جنوب أفغانستان إلى دفع مسلحين إلى الفرار عبر الحدود إلى داخل باكستان, ما يهدد بتأجيج إقليم بلوشستان المضطرب أصلا, حسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين بجهاز الاستخبارات الباكستاني.
وأكد هؤلاء المسؤولون أن باكستان ليس لديها قوات كافية يمكن نشرها في بلوشستان لمواجهة طالبان دون أن يؤثر ذلك على ما تحتفظ به من قوات على حدودها مع عدوها التقليدي الهند.
وأوضح هؤلاء المسؤولون أن التفاوض مع طالبان لا المزيد من القتال هو ما يخدم مصلحة باكستان.
" التفاوض مع طالبان لا المزيد من القتال هو ما يخدم مصلحة باكستان " مسؤولون باكستانيون |
وأبرزوا أن إسلام آباد لا تزل تعد الهند في مقدمة أولويات ما يهددها, أما طالبان وتنامي تهديدها فترى أن تلك مسألة يمكن التعامل معها عبر المفاوضات, بل إن الحكومة الباكستانية تعتقد أن طالبان ربما تعود -على المدى البعيد-, كما كانت في السابق، حليفا لباكستان وذلك بمجرد خروج القوات الأميركية من أفغانستان.
ورغم إشادة إدارة أوباما بالعمليات التي تشنها باكستان على حركة طالبان في وادي سوات, يتهم بعض المسؤولين الأميركيين إسلام آباد بأنها اختارت مواجهة عناصر طالبان باكستان الذين يهددون الحكومة المركزية, بينما تغاضت عن طالبان أفغانستان والجماعات الأخرى المسلحة التي تقاتل الأميركيين وتثير الرعب في الهند.
وقد زادت حدة التوتر بين الأميركيين والباكستانيين في الفترة الأخيرة وبرزت إلى السطح عندما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في زيارتها الأسبوع الماضي للهند إن منفذي هجمات 11/9/2001 يتخذون من باكستان ملجأ لهم، وهو ما فندته وزارة الخارجية الباكستانية بشدة.