مقاومة شرسة في أفغانستان
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن القوات الأميركية في أفغانستان تواجه مقاومة شرسة من جانب مقاتلي حركة طالبان، وأضافت أنها واجهت مصاعب لوجستية أثناء الاشتباكات في جنوبي البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن مشاة البحرية الأميركية تقدموا البارحة تجاه معاقل الحركة في إقليم هلمند جنوبي البلاد، في ما سمي استعراضا للقوة، واشتبكوا مع مقاتلي طالبان الذين أبدوا مقاومة عنيفة، وأنهم واجهوا مصاعب متعلقة بالدعم والإمداد.
ومضت إلى أن "المتمردين" أظهروا جرأة وثباتا غير متوقعين حيث استخدموا الرشاشات ومدافع الهاون والقذائف الصاروخية في مواجهة زحف القوات البحرية الأميركية، بالرغم من تفوق الأخيرة من حيث استخدامها الأسلحة المتطورة والمروحيات في الهجوم.
وشارك في الهجوم الذي شنته القوات الأميركية نحو أربعة 4500 عسكري في محاولة لدحر قوات طالبان عن المناطق التي يسيطرون عليها في الإقليم.
تصنيع أسلحة
وتأتي الاشتباكات بعد يوم من سيطرة القوات الأميركية على السوق التجاري "لاكاري بازار" في منطقة "غارمسير"، الذي كانت طالبان تستخدمه لتخزين الأسلحة وتصنيعها، ويحاول "المتمردون" استعادته، وفق الصحيفة.
وأوضحت واشنطن بوست أن من عادة مقاتلي طالبان الفرار عندما يواجهون بهجمات المروحيات العسكرية الأميركية، لكنهم هذه المرة ثبتوا في مواقعهم وأطلقوا صواريخهم تجاهها.
" القوات الأميركية أهملت تنفيذ أوامر في هلمند لنقص المروحيات اللازمة للتغطية الجوية ونقل أي خسائر بشرية متوقعة " |
إهمال أوامر
ومضت إلى أن قادة ميدانيين كبارا من قوات المشاة الأميركية أهملوا تنفيذ أوامر صدرت لهم بمواصلة هجومهم والتقدم إلى مناطق في الجنوب، في ظل نقص المروحيات اللازمة للتغطية الجوية ونقل أي خسائر بشرية متوقعة، بالإضافة إلى أن الطرقات البرية لم تزل مزروعة بالألغام والمتفجرات.
وأعرب بعض القادة العسكريين عن مشاعر الإحباط في عدم تمكنهم من ملاحقة مقاتلي طالبان، وبرروا عدم قيامهم بذلك بخشيتهم من هجمات مضادة، وقالوا إن ميدان المعركة كان معقدا ومليئا بالعقبات، في ظل انتشار النساء والأطفال في الحقول المجاورة.
وقالت الصحيفة إن القوات الأميركية المهاجمة تواجه "معضلة" تتمثل في ما بين احتفاظهم بالسوق الحيوي والتعرض لهجمات مضادة، وبين الانسحاب الذي يتيح لمقاتلي الحركة العودة إليه والتمركز فيه.