معركة مستقبل إيران لم تنته بعد

ذكرت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن دول الاتحاد الأوروبي تهدد بسحب جماعي لكافة بعثاتها الدبلوماسية لدى إيران، في إطار ما وصف بأنه خطوة تضامنية مع موظفي السفارة البريطانية الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية.
ويهدد الأوروبيون باستدعاء جميع سفرائهم من طهران بصفة مؤقتة للضغط على الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح المعتقلين الذين يصر مسؤولون بريطانيون على أنه لا ذنب لهم، وأنهم لم يتورطوا في مظاهرات الشارع الاحتجاجية التي أعقبت ما وصفوه بالنتائج "المسروقة" للانتخابات الرئاسية في البلاد.
وفي حين وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حادثة سفارة بلاده في طهران بغير المقبولة وغير المبررة، أشارت الغارديان إلى أن السلطات الإيرانية أفرجت عن خمسة من أصل تسعة إيرانيين يعملون لدى السفارة اعتقلتهم السبت الماضي.
وكان براون يتحدث في لندن إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروسو الذي عبر عن تضامنه الكامل مع المملكة المتحدة، وفق الصحيفة.
فرض عقوبات
وحذر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي طهران بأنه سيتخذ إجراءات "قوية وجماعية" إزاء "أي مضايقة أو تخويف" قد يتعرض لها المعتقلون من موظفي السفارة.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة الثماني الأسبوع القادم إن الوضع في إيران سيكون في مقدمة القضايا الدولية المطروحة، مضيفا أن المؤتمر قد يتبنى فرض عقوبات ضد طهران.
وفي سياق متصل، قال الكاتب الإيراني أمير طاهري إن ما سماها معركة تحديد مستقبل إيران هي أبعد ما تكون عن نهايتها.
وأضاف طاهري -وهو مؤلف كتاب "الليلة الفارسية: إيران في ظل الثورة الخمينية"- في مقال له نشرته صحيفة تايمز البريطانية، أن الجمهورية الإسلامية قد ماتت، وتساءل عما إذا كانت إمارة على شاكلة طالبان أو دولة ديمقراطية ستحل محلها؟.
وأوضح أنه إذا ما فاز بالسلطة من وصفهم "بالتيار المتطرف" بزعامة المرشد الأعلى للثورة على خامنئي فإن إيران ستتخلى عن مسمى "الجمهورية" لتصبح إمارة أو إمامة إسلامية.

كسر التقاليد
ومضى إلى أنه في حال فوز المعارضة في الصراع القائم فإن المظهر "الثيوقراطي" للنظام أو الحكومة الدينية ستنتهي لتحل محلها جمهورية إيرانية عادية تكون فيها السلطة ملكا للشعب.
وقال إن إيران عانت مما سماه انفصاما في الشخصية على مدار 30 سنة ماضية، موضحا أن طهران حاولت البقاء مخلصة لثورة الخميني وتظاهرت في الوقت نفسه بوجود نظام حكومي على أساس شعبي.
وأوضح الكاتب أن الجمهورية الإسلامية قد انتهت وماتت في اللحظة التي كسر فيها المرشد الأعلى التقاليد ليعلن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية، حتى قبل انتهاء عملية فرز الصناديق.
واختتم بالقول إن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام إنما تسلط الضوء على تغيير في طبيعة النظام، مضيفا أن النظام نشر قرابة مائة ألف من مليشيات الباسيج شبه العسكرية للسيطرة على طهران وثماني مدن رئيسية أخرى، مستدركا بالقول إن ذلك التصعيد لن يستمر، ومشيرا إلى اعتقال بعض عناصر الباسيج لاشتراكهم في المظاهرات.
ويرى طاهري أن حركة المعارضة لن تتلاشى، وأنها قد تعاني انتكاسات وتمنى بخسائر، لكنها مصممة على إيجاد قادتها الحقيقيين وتحقيق مطالبها في التغييرات التي تنادي بها أغلبية الشعب الإيراني، مؤكدا أن الكفاح من أجل مستقبل إيران لا يزال بعيدا عن نهايته.