قراءة الصحف البريطانية للقاء أوباما بنتنياهو
اهتمت الصحف البريطانية بلقاء الرئيس الأميركي بارااك أوباما برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولكنها اكتفت باقتباس تصريحاتهما في المؤتمر الصحفي مع بعض الاستقراءات لجوانب اللقاء والكلمات الصادرة عنهما.
قالت صحيفة ديلي تلغراف إن نتنياهو وقف وقفة صارمة ضد المطالب الأميركية التي تقضي بوقف بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وبتبني حل الدولتين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ونبهت إلى أن هذا اللقاء الذي امتد ساعتين، يشير إلى أن الطرفين حاولا جاهدا أن يجدا سبيلا يمثل وجها موحدا أمام العالم الذي يراقب نتائج بإمعان.
وفي صحيفة ذي غارديان كتب جان وليامز مقالا يقول فيه إن ردود نتنياهو "التي تفتقر إلى الذوق" على دعوات أوباما من شأنها أن تلحق به الضرر على المدى البعيد.
مراوغة إسرائيلية
" أي مطالبة إسرائيلية بالاعتراف بدولة يهودية ما هي إلا محاولة محسوبة لوقف المفاوضات حتى قبل أن تبدأ " وليامز/ذي غارديان |
وتابع أن رفض نتنياهو المدروس لذكر الدولة الفلسطينية وحديثه عن تعايش الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي معا، كوصفة مسكنة كان مراوغة غير منطقية لا سيما أن الهوتو والأفارقة تمكنوا من العيش معا.
واعتبر الكاتب أن أي مطالبة إسرائيلية بالاعتراف بدولة يهودية ما هي إلا محاولة محسوبة لوقف المفاوضات حتى قبل أن تبدأ.
ومضى يقول رغم أن إسرائيل تزعم أن العرب هم وراء أي هجوم على إيران، فإن على فريق أوباما أن يدرك بأن بعض الأنظمة العربية غير المنتخبة -وإن رغبت بشدة في ضرب إيران- لا تستطيع أن تحشد الدعم الشعبي لمثل تلك المسألة، ولا حتى تريد أن يُزج بها في هذا الهجوم.
وفي الختام رجح الكاتب أن يكون هناك اختلاف مرئي بين أوباما ونتنياهو خلافا لما كان في حقبة بيل كلينتون وجورج بوش.
من جانبها قالت صحيفة فايننشال تايمز إن أوباما قدم لنتنياهو جرعة من الدفء والتصالح، ولكنه في الوقت نفسه نأى بنفسه بطريقة لبقة عن المواقف الإسرائيلية المتشددة حيال الصراع العربي الإسرائيلي.
ونقلت عن محللين قولهم إن أوباما اختلف مع نتنياهو حول العديد من النقاط، بينما بدا أوباما متفقا معه على ضرورة وقف المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والسماح لإعادة الإعمار في غزة.
رسالة أوباما
" الرسالة التي وجهها أوباما لإسرائيل مفادها "اغتنموا هذه الفرصة" " ذي إندبندنت |
أما صحيفة ذي إنبدندنت فقد قالت إن الرسالة التي وجهها أوباما لإسرائيل مفادها "اغتنموا هذه الفرصة".
وقالت إن الأمر بقي الليلة الماضية غامضا حول الالتزامات الحقيقية التي اتخذها كل من الطرفين تجاه الآخر، إذا ما كانت هناك التزامات أصلا، مشيرة إلى إقرار أوباما بأن "الأمور ستكون صعبة"، في الوقت الذي أبدى فيه تفاؤله بارتقاء نتنياهو "إلى مستوى المناسبة".
وركزت الصحيفة على ربط الجانب الأميركي بين ملفي إيران والسلام، حيث أشار أوباما إلى أن تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين "سيقوي مكانتنا في المجتمع الدولي عند التعاطي مع التهديد الإيراني المحتمل".
واختتمت بحرص أوباما على بث إنعاش الزخم إزاء عملية السلام قبل سفره إلى مصر في الرابع من يوليو/تموز المقبل لتوجيه خطابه المنتظر للعالم الإسلامي، مضيفة أن البيت الأبيض يدرك أن تحقيق التقدم نحو دولة فلسطينية وإصلاح الصورة الأميركية في الخارج مترابطان مع بعضها بعضا.
وحتى صحيفة نيويورك تايمز الأميركية لم تخرج عن التحليل المبسط لهذا اللقاء، فقالت إن أوباما حدد لأول مرة أمام نتنياهو جدولا زمنيا للتعاطي الدبلوماسي مع إيران.
وقالت إن أوباما ونتنياهو التقيا وفي جعبتهما أهداف تنافسية، إذ إن أوباما يضغط من أجل حل الدولتين، بينما نتنياهو يريد من أوباما أن يتخذ موقفا صارما من التهديد الإيراني لإسرائيل.
وحسب خبراء مستقلين، كما تقول نيويورك تايمز، فإن نتنياهو هو الذي بدا ناجحا في إقناع أوباما بما يريد.