الركود يوتر الأميركيين

المرضى النفسيين من الأطفال والمراهقين المرضى نفسيا إلى أن المصابين منهم بالاكتئاب والقلق والاضطرابات الداخلية تزيد احتمالات إصابتهم بالحساسية

تزداد الأزمة المالية العالمية حدة يوما بعد يوم ومعها تتفاقم الأحوال النفسية لدى الناس وتحتدم مشاعر القلق والتوتر التي تنتابهم حتى باتت تلك الأوضاع ظاهرة واضحة للعيان, على الأقل في الدول الصناعية المتقدمة وبالتحديد في الولايات المتحدة.

وفي ظل حالة التشاؤم التي تسود العالم من أن أمد الأزمة الاقتصادية سيطول, بدأت الصحف الغربية, والأميركية منها بخاصة, ترصد تبعات التدهور الاقتصادي على أحوال الناس الاجتماعية والنفسية.

فقد أجرت صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع قناة سي بي إس الإخبارية التلفزيونية استطلاعا للرأي أظهر أن ثمة إحساسا غامرا لدى الناس بأن الركود الحالي سيستغرق عاما آخر أو أكثر, وأن 70% من المستطلعة آراؤهم يتخوفون من أن يفقد أحد أفراد أسرهم وظيفته.

ولعل ما يؤرق الناس في كل مكان هو تفشي مظاهر القلق والكآبة والتوتر وسطهم بل إن الكثيرين منهم يتملكهم القلق من أن الأزمة الاقتصادية ستطالهم لا محالة حتى وإن كانوا لم يتكبدوا لغاية الآن خسائر ذات شأن.

وبدا كثير من الأميركيين يلتمسون أول مرة في حياتهم المشورة أو العلاج من تلك الحالات, بينما استأنف البعض الآخر جلسات علاجهم أو زاد من جرعاته أو تحول من طلب العلاج النفسي من أسباب أخرى إلى العلاج من القلق الناجم عن الظروف الاقتصادية.

تقول اختصاصية العلاج النفسي سارة بولارد شتيك –والتي تشرف على برنامج لمساعدة الموظفين بوزارة التجارة في واشنطن- إن الاقتصاد والخوف مما سيحدث لهما تأثير هائل. فالناس –كما تضيف- "يتدفقون علينا وهم يعانون من قلق حاد أو خلافات زوجية بعضها بسبب العنف المنزلي وبعضها نتيجة تعاطي المخدرات".

ومع أنه من السابق لأوانه قياس تبعات الركود, فإن الدراسات توحي بأن للأزمة تأثيرا يتعاظم يوما بعد يوم.

ففي استطلاع لجمعية علم النفس الأميركية, شكا 80% من أن الأحوال الاقتصادية تسبب لهم توترا شديدا, وهو معدل يزيد عن نسبة 66% التي سُجلت في أبريل/نيسان الماضي.

وقال 27% ممن استطلعت مؤسسة النوم الوطنية الأميركية آراءهم إنهم يعانون من الأرق بسبب الأوضاع الاقتصادية, في وقت ذكرت فيه جمعية شريان الحياة للحد من الانتحار أن عدد النداءات التي تلقتها في يناير/كانون الثاني الماضي قفزت إلى 50158 نداء من 39465 في يناير/كانون الثاني 2008 ولعب التوتر الاقتصادي في أغلب الحالات "دورا محوريا".

وقد أنشأت وزارتا المالية والعمل وإدارات حكومية أخرى في الولايات المتحدة مواقع على الإنترنت لتلقي شكاوي ممن يعانون من القلق.

إعلان
المصدر : نيويورك تايمز

إعلان