بلير: أنا متفائل بالسلام في الشرق الأوسط

R/Middle East envoy Tony Blair speaks during a news conference in Jerusalem April 6, 2009. Blair urged Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu on Monday to resume Palestinian statehood talks in parallel with a push to boost the West Bank economy and to let Palestinians control more of their territory.
توني بلير متفائل من إحراز تقدم في عملية سلام الشرق الأوسط (رويترز-أرشيف)

نشرت مجلة تايم الأميركية مقابلة كانت قد أجرتها مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق والوسيط الحالي للجنة الرباعية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وعلاقته بالسلام في العالم الإسلامي عموما وذلك أثناء وجوده في فندق أميركان كولوني في القدس.

 
وبدأت مجلة تايم  بسؤاله عن المدة التي يتوقع أن يستمر فيها في مهمته المكوكية في الشرق الأوسط؟
 
وكان رد بلير أن الناس كثيرا ما يرددون عليه هذا السؤال كما لو كان سيتهرب في أي وقت وقال لتأخذ ما شاءت من الوقت وإنه يعلم مدى صعوبة المهمة ولن ييأس.
 
وأشار إلى الأهمية الكبيرة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على الصراع الشامل الدائر في العالم الإسلامي. وأضاف أن هذا ليس معناه أن سبب هذا الصراع هو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن القرار الخاص به سيشكل جزءا هاما لحل المسألة. وإذا أمكن وضع هذا الأمر على طريق أفضل ومختلف فسيغير ذلك الديناميكية الكلية داخل الإسلام.
 
وتساءلت مجلة تايم عن كيفية ذلك؟
 
وكان رد بلير أن القضية ستمنح سلطة للمعتدلين، وقال إن هذه القضية أبعد بكثير عن العراق وأفغانستان.
 
وصرح بأن مهمته كمبعوث سلام صارت أشد بكثير بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وبروز حكومة يمينية جديدة في إسرائيل. وأضاف أن هناك كثيرا من التهكم والقلق مما تعنيه الحكومة الإسرائيلية الجديدة وحالة من اليأس بعدما حدث في غزة.
إعلان
 
ونبه بلير إلى أنه ليس أمامنا خيار إلا استئناف المسيرة وأن الأمر يحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية: تفاوض سياسي صادق على حل الدولتين وبرنامج تغيير رئيسي بشأن الضفة الغربية وتخفيف الحصار المفروض على غزة. وقال إنه إذا تمت هذه الأمور فهذا معناه أننا على الطريق الصحيح.
 
وسألته المجلة هل أنت متفائل؟
 
ورد بلير بأنه متفائل بطبيعته وأنه يتطلع إلى بارقة أمل.
 
وكررت المجلة كيف يجد أي تفاؤل فيما حوله؟
 
وقال بلير إنه يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو كان واضحا في أنه يريد تغييرا اقتصاديا وأمنيا في الضفة الغربية، وأن هذا ما اتفق عليه بإيجاد وسيلة للتعاون معه في ذلك.
 
وأضاف أن هناك شيئا أو شيئين يمكن أن يعنيه مصطلح نتنياهو بـ"سلام اقتصادي". الأول أن التنمية الاقتصادية بديل عن الدولة، وهذا غير مقبول. والثاني أنه يريد إقامة دولة فلسطينية من القاعدة للقمة. وأبدى بلير تفهمه واقتناعه بذلك. وقال بأهمية الأمر للحكومة الإسرائيلية أن تعلن أنها تريد حل دولتين، لكن يجب أن تكون الظروف مواتية.
 
وعندما سئل عن الظروف التي يجب أن يتعامل بموجبها المجتمع الدولي مع حركة المقاومة الإسلامية حماس أقر بلير بوجود مشكلة.
 
وقال إنه من الصعب على المجتمع الدولي أن يضع المال في حكومة فلسطينية حيث تقول حماس إنها تحتفظ بحق استخدام القوة وإطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين الأبرياء. وأضاف أنه إذا قالت حماس إنها تسعى لأهدافها السياسية بوسائل سلمية، فسيسهل على المجتمع الدولي حينئذ القول بضرورة إيجاد حل.
 
لكن حماس -كما قال بلير- ما زالت تطلق الصواريخ على إسرائيل. وأضاف أنه يؤيد إشراك حماس في عملية السلام ولكن على أساس إمكانية التعامل معها.
 
وعندما سألته مجلة تايم هل يوافق على دعوة الأمم المتحدة لإسرائيل برفع الحصار عن غزة؟
إعلان
 
أجاب بلير بأنه يجب تغيير هذه السياسة في غزة لأنها غير مجدية. وقال إن حماس تحصل على ما تريده من خلال الإنفاق والمجتمع المدني أصبح في وضع سيئ.
 
وقال بضرورة مساعدة أهل غزة، ليس فقط بالغذاء والوقود ولكن أيضا بإعادة بناء البنية الأساسية والمنازل. وأكد أيضا على ضرورة التفريق بين ما يعتبر مخاطرة أمنية للإسرائيليين وقرار أنه ما دامت غزة في قبضة حماس فسيتم رفض أي مساعدة ضرورية لإعادة بناء للبنية الأساسية.
 
وسألته المجلة هل هو مستعد للعودة لغزة؟
 
فرد بلير بالتأكيد رغم خطورة المكان. وأشار إلى أهمية جذب اهتمام المجتمع الدولي إلى غزة، وأن هناك كثيرا من سكانها متلهفون لدعم الأمر رغم عدم معرفتهم بالسياسة لأن كل ما يريدونه هو كسب الرزق.
 
وردا على سؤال عن سبب تباطؤ مباحثات السلام أجاب بلير أنه خلال ستة الأشهر الماضية كان هناك ثغرة، ألا وهي الشلل في الحكومة الإسرائيلية ومشاكل على الجانب الفلسطيني والفترة الانتقالية الجارية في أميركا. وقال إن هذه الأشياء بدأت تنقشع الآن والشهران القادمان سيحددان ما إذا كان بالإمكان نفخ الروح في هذه العملية من جديد. وأضاف أننا بحاجة لذلك.
 
وختمت المجلة مقابلتها مع توني بلير بسؤاله لمقارنة مدى صعوبة مباحثات السلام هذه بالوضع مع أيرلندا الشمالية في الماضي.
 
وقال بلير إن الشيء الذي تعلمه في حياته هو عدم الاستسلام. وأشار إلى أن الناس كانوا يقولون إن مسالة أيرلندا الشمالية كانت مستحيلة تماما، لكنها لم تكن كذلك في النهاية. وكذلك هذه القضية. واعتبر بلير أن القضية الحالية أسهل لأن هناك اتفاقا بين معظم الأطراف على محاولة التوصل لحل الدولتين.
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان