كاتب أميركي: المأزق الأفغاني أشبه بكولومبيا لا العراق

تساءل الكاتب سكوت ويلسون عما إذا كان بإمكان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أخذ العبرة والاستفادة من دروس الحرب على العراق، بشأن المأزق الذي يواجهه في الحرب المتعثرة على أفغانستان؟
وقال ويلسون بمقال نشرته واشنطن بوست إن إدارة أوباما تواجه مأزقا في إستراتيجية الحرب على أفغانستان رغم قرار الرئيس إرسال المزيد من القوات، في محاولة للقضاء على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وأوضح أن هناك نموذجا أكثر شبها بالمأزق الأفغاني من العراق إذا كان الهدف دحر التمرد المحلي في أفغانستان وباكستان، وهي كولومبيا، حيث واجهت البلاد بمساعدة واشنطن حربا شنتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة.
ووصف الكاتب الذي عمل مراسلا لواشنطن بوست بكولومبيا بالفترة من 2000 إلى 2004 العاصمة بوغوتا بأنها فقط هي المدينة التي كانت بمنأى عن أهوال الحرب والمذابح التي استخدمت فيها المناجل والرشاشات وحتى الحجارة، في أبشع صراعات شهدتها البلاد.

أفغانستان وكولومبيا
ومضى ويلسون بالقول إن الحكومة الكولومبية تمكنت من دحر التمرد الماركسي عميقا في الغابات، بفعل المساعدات الأميركية بمليارات الدولارات. وتساءل عما إذا كان أوباما يريد تحقيق نفس الأهداف في أفغانستان؟
كما ذكر أن النزاعات بكولومبيا وأفغانستان متشابهة بنسبة كبيرة، على عكس الحال بالعراق. وأوضح أن طالبان تعيش بالكهوف تماما كما كانت المليشيات الكولومبية تتخذ من الجبال والأدغال ملاذا آمنا مضيفا أن تلك التضاريس تختلف عن طبيعة الصحراء الممتدة بالعراق.
وأضاف المقال أن هناك تشابها آخر بين البلدين وهو عدم وجود حكومة مركزية قوية سواء في أفغانستان أو كولومبيا، مشيرا إلى أن بوغوتا وكابل لا سيطرة تذكر على الأرض لأي منهما بعد أميال من الضواحي.
وذكر أن السفيرة الأميركية لدى باكستان آن باترسون والسفير السابق لدى أفغانستان وليام وود، كلاهما سبق أن ترأس الدبلوماسية الأميركية في بوغوتا.
وقال ويلسون إن زيادة عديد القوات الأميركية المقاتلة بأفغانستان غير ذات جدوى، مقابل زيادة عدد المدربين العسكريين لبناء جيش أفغاني عالي التدريب.

تدريب وإعمار
ونصح الكاتب بأنه ينبغي للإدارة الأميركية التركيز على المهمة الأصعب وهي وقف تجارة الهيروين والعمل على بناء مؤسسات الدولة كالمدارس والعيادات الصحية، لأن الجهود العسكرية المبذولة بمناطق الحدود لا جدوى منها فهي تستنزف الموارد العسكرية وتشتت الانتباه عن الوظيفة المركزية للقوات العسكرية وهي حماية المدنيين وإعادة الإعمار.
كما أفاد أن القوات الأميركية قامت بتدريب الجيش الكولومبي نفسه ودعمته بالسلاح وبطائرات بلاكهوك وغيرها، وقدمت له المساعدات وأقامت المشاريع وشق الطرقات وغير ذلك من مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية.
واختتم المقال بالقول إن أوجه التشابه بين كولومبيا وأفغانستان قد لا تكون مثالية بالضرورة، فتحقيق النجاح بأفغانستان عملية أصعب وأكثر خطورة، وستستغرق وقتا أطول عند معرفة أن شعب هذا البلد لا يزال بمعظمه قبليا بدائيا ويختلف عن المجتمع الحديث في كولومبيا.
ومضى الكاتب إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ومن حوله هم أيضا شركاء بتجارة الأفيون بالبلاد التي ما انفكت توصف بمقبرة الإمبراطوريات، قائلا إن مهمة أوباما لن تكون سهلة في التخلص من المأزق الأفغاني.