توماس فريدمان: رهان أوباما الاقتصادي كبير

REUTERS / U.S. President Barack Obama speaks during a public address at Hradcanske Square in central Prague April 5, 2009. As long as a potential nuclear threat persists from Iran, the United States will continue pushing plans for missile defense, U.S. President Barak Obama said on Sunday.

باراك أوباما يتخذ من دعوة روزفلت إلى التجريب المستمر وصفه لإستراتيجيته(رويترز-أرشيف)

وصف الكاتب الأميركي توماس فريدمان خطط الرئيس الأميركي باراك أوباما لحفز الاقتصاد بأنها رهان كبير وجريء، معتبرا أن ما قاله الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت في حملته الانتخابية عام 1932 عندما كان الكساد الكبير يعصف باقتصاد البلاد، يشكل وصفة لإستراتيجية أوباما.

وأورد فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز ما قاله روزفلت من أن "البلاد بحاجة إلى تجريب مستمر وجريء، ومن البديهي أن تتبنى نهجا وتحاول فيه، وإذا ما فشل، اعترف صراحة بذلك، وحاول شيئا آخر، ولكن عليك أن تحاول شيئا ما".

فجميع سياسات أوباما الاقتصادية التي تتكون من خطة إنقاذ بقيمة ثمانمائة مليار دولار وإنقاذ الرهن العقاري وبرنامج مشترك بين الحكومة والقطاع الخاص لشراء الأصول المتعثرة وضخ رؤوس أموال ضخمة في النظام المصرفي من قبل الاحتياطي الفدرالي لخفض معدلات الفائدة وتوسيع نطاق الائتمان، تشكل كلها تجربة كبيرة حسب فريدمان.

ويتابع فريدمان أن هذه السياسات التي يمكن تسميتها بمرحلة أوباما الأولى تمثل رهانا كبيرا على وصف الإدارة لهذه الأزمة الاقتصادية بكساد كبير.

"
حزمة أوباما الاقتصادية في مجملها تعتبر الحد الأدنى اللازم لمنع الانهيار الممنهج
"

ومن وجهة نظر الكاتب فإن حزمة أوباما الاقتصادية في مجملها تعتبر الحد الأدنى اللازم لمنع الانهيار الممنهج، وما هو ممكن سياسيا خاصة أن الكونغرس لم يكن على استعداد لتقديم سنت واحدة لإنقاذ وول ستريت، وما هو أفضل من الناحية العملية -في هذا الوقت- بحيث لم يتطلب الأمر تأميم سيتي غروب.

ويراهن أوباما على أن هذه السياسات جميعها التي وضعها فريقه والاحتياطي الفدرالي ستحد من تفشي الأورام الخبيثة التي تأكل النظام المالي، وستحفز بشكل كاف نموا جديدا وتفاؤلا يمهدان الطريق أمام المرحلة الثانية من الإنقاذ التي يمكن للكونغرس والرأي العام قبولها.

ويمضي الكاتب بالقول إن المرحلة الثانية دون أدنى شك ستتطلب مئات المليارات من الدولارات في أحسن الأحوال، وقد تصل في أسوءها إلى تريليون، للتعاطي مع المزيد من الأصول والقروض المتعثرة التي تنهك الاقتصاد والتي لم تتمكن المرحلة الأولى من استيعابها.

ويختم بأنه إذا كان أوباما مخطئا في رهانه، فإن المرحلة الثانية من الإنقاذ ستحتاج إلى تريليون دولار، وستثير عراكا سياسيا مريرا في الكونغرس، أما إذا كان مصيبا، فإن تلك المرحلة لن تحتاج سوى مليارات لا يتردد الكونغرس في تقديمها، وبالتالي نخرج من الأزمة دون أن نصنع تاريخا أسودا في ميدان الاقتصاد.

إعلان
المصدر : نيويورك تايمز

إعلان