نيويورك تايمز تدعو واشنطن لتعزيز العلاقة بأنقرة

أثنت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة تركيا، في إطار أول زيارة خارجية له إلى أوروبا، وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة بحاجة كبيرة إلى تعاون تركيا.
وأوضحت الصحيفة أن بإمكان أنقرة أن تلعب دورا كبيرا سواء في الشأن العراقي أو الأفغاني أو الإيراني، بالإضافة إلى بذل الجهود للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، بالرغم من الخلافات الأوروبية التركية بشأن بعض السياسات الداخلية للأخيرة.
ودعت الصحيفة أوباما إلى محاولة حل الخلاقات التركية الأوروبية وإرساء القواعد التي من شأنها إبقاء أنقرة في الصف الأوروبي.
وأشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية كان فاز بانتخابات 2007 في تركيا، بعد اتباع سياسة السوق التي أدت إلى النمو الاقتصادي في البلاد وإلى توطيد العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
تركيا وأوروبا
" حماس أردوغان تراجع بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إثر المتطلبات الأوروبية التي يعتبرها ثمنا لدخول تركيا إلى عضوية الاتحاد " |
كما اهتم ذلك الحزب الإسلامي المحافظ بحقوق الإنسان على نطاق واسع في البلاد، وشرع قوانين أقرب إلى المعايير الأوروبية.
واستدركت بالقول إنه يبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقد الحماس بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إثر المتطلبات الأوروبية التي يعتبرها ثمنا لدخول تركيا إلى عضوية الاتحاد.
ودعت نيويورك تايمز أوباما إلى إقناع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره من القادة الأوروبيين بضرورة الاعتراف بتركيا كبلد إسلامي ديمقراطي، لأن ذلك من مصلحة الجميع، كما ينبغي لأوباما إقناع أنقرة بالإصلاحات المطلوبة، ما من شأنه تعزيز الديمقراطية في تركيا وتوفير المزيد من الاستقرار والنمو للبلاد.
ومضت الصحيفة بالقول إننا نحن الأميركيين نشعر بالقلق إزاء النزعات الاستبدادية المتزايدة لدى أردوغان، لكن استعداد أنقرة للمساعدة في إعادة بناء المدارس في أفغانستان هو موضع ترحيب.
حلف الأطلسي
" الناتو بحاجة إلى مزيد من القوات، والحاجة ماسة للوصول إلى القواعد العسكرية التركية لتسهيل نقل الجنود الأميركيين والمعدات إلى أفغانستان ومن العراق إلى الخارج " |
وأضافت أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحاجة إلى مزيد من القوات، كما هي الحاجة ماسة للوصول إلى القواعد العسكرية التركية لتسهيل نقل الجنود الأميركيين والمعدات إلى أفغانستان ومن العراق إلى الخارج.
وأشارت إلى أن أنقرة لعبت دورا إيجابيا كوسيط في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا بتشجيع من واشنطن، كما يمكن الاستفادة من علاقات أردوغان بما يتعلق بالشأن الإيراني والسوداني، بالإضافة إلى حماس.
وترى نيويورك تايمز أن المناخ مناسب لواشنطن أيضا لتقوية العلاقات مع أنقرة، في ظل التحسن الكبير الذي طرأ على علاقة تركيا بالأكراد من جهة، والتقارير التي تشير إلى قرب التطبيع في العلاقات التركية مع أرمينيا من جهة أخرى.
واختتمت بالقول إن واشنطن كانت انتقدت أنقرة بشأن إبادة الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وإن الكونغرس كان بصدد إعداد مشروع قرار لإدانة ذلك الفعل، وقالت إنه يجب على الكونغرس إيقاف ذلك المشروع.
ومضت إلى أن الحرب المدمرة التي شنتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش على العراق، أدت إلى نشر المشاعر المعادية للولايات المتحدة في تركيا، لكن زيارة أوباما ستخفف من مشاعر العداء تلك، وأضافت أنه يجب على واشنطن السعي للحفاظ على تركيا، ذلك الحليف الديمقراطي المهم.