تقرير يحذر من خطر الانحباس الحراري على آسيا

حذر تقرير أصدره بنك التنمية الآسيوي دول جنوب شرق آسيا من تعرضها لتثيرات ظاهرة الانحباس الحراري بشكل كبير الأعوام القادمة، وأوضح أن التغيرات المناخية ستترك آثارها بشكل تدريجي مما يعطي الفرصة للاستثمار في البنية التحتية للتكيف مع تلك الآثار.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أن التقرير يشير إلى بدء تناقص محاصيل الأرز جنوب شرق آسيا، وأن مياه البحر بدأت تتسرب إلى المياه الجوفية، كما أن بعض الجزر بدأت بالاختفاء والتلاشي إثر ارتفاع منسوب مياه المحيطات.
ويشير التقرير إلى أنه يتوقع أن تكون مناطق جنوب شرق آسيا الأكثر تضررا بفعل تأثير ظاهرة الانحباس الحراري على مدى القرن القادم، وحث دول المنطقة على تحسين نظم التحكم بالفيضانات، وتحسين شبكات الري واتخاذ التدابير اللازمة لمنع حرائق الغابات.
وقال الخبير الاقتصادي لدى البنك جوزهونغ زهويانغ إن منسوب ماء البحر سيشهد ارتفاعا بمقدار سبعين سنتيمترا، مما يضطر الحكومات إلى نقل ملايين الناس إلى مواقع أخرى خاصة الأرخبيل الإندونيسي.
مستوى البحر
وأوضح بنك التمنية الآسيوي أن المياه المالحة بدأت تتسرب إلى الجوفية في جاكرتا بإندونيسيا، وأن حقول الأرز بدلتا نهر ميكونغ بفيتنام باتت تشهد بالفعل مشكلة متزايدة.
وأشار التقرير إلى أن 92 جزيرة صغيرة بإندونيسيا مهددة بالانغمار والتلاشي في مياه البحر.
وقالت نيويورك تايمز إن هامش الخطأ بتلك التوقعات المعقدة يبقى موجودا، ولكن استنتاجات التقرير بشأن دول جنوب شرق آسيا التي يزيد تعداد سكانها على 563 مليون نسمة تبقى واقعية.
وأوضح بنك التنمية الآسيوي في التقرير الذي يركز بشكل أكبر على إندونيسيا والفلبين وتايلند وسنغافورة وفيتنام، أن ارتفاع مستوى ماء البحر سيؤثر على 2.5 مليون شخص في خليج مانيلا.
كما حث الحكومات على إقامة البنية التحتية اللازمة للتكيف مع التغيرات المناخية، وقال أحد معدي التقرير تاي يونغ جونغ "الاستثمار للتكيف مع التغيرات المناخية من شأنه أن يسهم أيضا في تحفيز الاقتصاد".
انخفاض الإنتاج
وأوضح التقرير أن دول جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص ستكون عرضة للتأثيرات السلبية الناتجة عن ارتفاع الحرارة مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات، خاصة في ظل ارتفاع الكثافة السكانية للذين يعيشون بالقرب من المناطق الساحلية بالإضافة إلى ما تشهده المنطقة من ارتفاع بمعدلات الفقر.
وأشار أيضا إلى أن المنطقة تشهد أيضا نسبة عالية من العاملين بالقطاع الزراعي، وأن أكثر من 40% من السكان سيواجهون انخفاضا بإنتاج المطاط والأرز والذرة والمحاصيل الأخرى نظرا للأحوال الجوية السيئة.
ومن المرجح أن ينخفض عدد الأسماك بالمحيطات بسبب التغيرات في التيارات التي يسببها ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.
وأفاد التقرير أيضا أن مدنا مثل مانيلا وبانكوك وجاكرتا، والتي تشهد أجواء ساخنة عدة شهور من العام، ستشهد ارتفاعا بدرجات الحرارة يقدر بتسع درجات العام 2100.
وعلق زهويانغ بالقول إنه "إذا كان ذلك هو الحال، فإن تلك المدن ستكون أشبه بالأفران".