غارديان: أولويات أميركا أهم من محاكمة تشيني

R/ U.S. President Barack Obama (2nd R) attends a meeting with U.S. Secretary of Treasury Timothy Geithner (3rd R) and representatives of the credit card industry in the Roosevelt Room of the White House in Washington, April 23, 2009
غارديان: أولويات أميركا أهم من محاكمة النظام السابق (رويترز)
 
كتب ألكسندر تشانسلر في تعليق له بصحيفة غارديان، أنه مع قرب إتمام الرئيس الأميركي باراك أوباما أول مائة يوم له في منصبه الأحد القادم انشغل المعلقون بتقييم سجله والثناء على أدائه العام حتى الآن.
 
ومع ذلك فهم لا يعلمون بعد إلى أي مدى سينجح أو يفشل في المهام الجسام التي حددها لنفسه (إعادة أميركا إلى الازدهار الاقتصادي وقيادة العالم)، لكنهم معجبون فعلا بالسرعة والطاقة التي نأي بها بنفسه عن التراث الكابوسي لسلفه جورج بوش. وليس أوضح تباين بين الرئاستين من رفض أوباما الجلي أساليب الاستجواب التي أقرتها إدارة الرئيس السابق بوش على السجناء في غوانتانامو.
 
وتعجب الكاتب من إمكانية تغاضي أي حكومة أميركية عن أشكال المعاملة التي كانت تعذيبا واضحا بأي تعريف سليم الفطرة.
 
فالغمر بالماء -الأسلوب الذي يكون بواسطته المعتقل نصف غريق ونصف مخنوق في محاولة لإرغامه على الإدلاء بمعلومات- كان مدانا كتعذيب من قبل أميركا نفسها أثناء محاكمات جرائم الحرب بعد الحرب العالمية الثانية.
 
ولكن لأن الجيش الأميركي طبق هذا الأسلوب على بعض عناصره كطريقة لتدريبهم على مقاومة المعاملة الوحشية من جانب جلاديهم الأجانب، نجحت إدارة بوش في خداع نفسها بالاعتقاد بعدم إمكانية أن يكون هذا الأسلوب غير قانوني.
إعلان
 
وأشار الكاتب إلى أن أوباما كان يأمل بكشفه حقائق أساليب استجواب الاستخبارات الأميركية وبالتعهد بعدم تكرارها وعدم مقاضاة أي شخص على جرائم أقرها البيت الأبيض أن يتمكن من وضع حد لهذا الجدل والمضي قدما.
 
لكن يبدو أن الأمر ليس بهذه السهولة. فقد تراجع أوباما، بسبب حصار النقاد له من اليمين واليسار وإصرار اليسار على محاسبة مسؤولي الإدارة السابقة، ورفض استبعاد محاكمات.
 
وهذا ما يؤسف له، فرغم أن الأمر سيكون مسليا أن نرى ديك تشيني، نائب الرئيس السابق ودونالد رمسفيلد، وزير الدفاع السابق، خلف القضبان، فإن مثل هذه الملاحقات ستفاقم وتطيل أمد الجدل المسبب للشقاق وتشتت إدارة أوباما عن مهمتها الأساسية. وهذا ما لا نرجوه أن يحدث.
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان