نيويورك تايمز: الانكماش الاقتصادي مستمر

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أضفى بعضا من أجواء الطمأنينة بشأن الوضع الاقتصادي العالمي أثناء قمة العشرين التي انعقدت في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي بعدما كادت تكون مخيبة للآمال.
واستدركت الصحيفة بالقول إلا أن أنباء أخرى منذرة بالتشاؤم سادت من جديد إثر الإعلان الجمعة الماضية عن أن معدل البطالة ارتفع في مارس/آذار الماضي إلى 8.5% وهو أعلى مستوى تشهده البلاد على مدار 25 عاما.
وأظهرت تقارير حكومية أن أرباب العمل استغنوا عن 663 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي ليبلغ تعداد الوظائف المفقودة قرابة مليونين للعام الحالي فقط، و5.1 ملايين وظيفة منذ ديسمبر/كانون الأول 2007 وليبلغ عدد العاطلين عن العمل بشكل عام في البلاد 13.2 مليون شخص.
وما من شك أن الانكماش الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة الآن هو الأطول والأقسى منذ الحرب العالمية الثانية، مع معرفة أن الانكماشين الماضيين في أوائل سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي استمرا 16 شهرا فقط لكل منها.
انكماش متواصل
وأضافت الصحيفة أنه مر 16 شهرا متواصلا على الانكماش الاقتصادي الحالي، ولا أحد يعرف إلى متى سيستمر أو إلى أي درجة ستزداد الحال سوءا، موضحة أنه إذا أخذنا سوق العمل مقياسا فإن الحال الاقتصادي ينذر بمزيد من القسوة والتدهور والسوء.
وأوضحت أن الانكماش الاقتصادي مرده استمرار أرباب العمل بتسريح العمال، ومضت بالقول إنهم لن يعودوا لتوظيف عمال جدد ما لم يطمئنوا إلى أن الاقتصاد بدأ حقيقة بالتعافي والانتعاش.
وقالت نيويورك تايمز إن المسارات التقليدية المعروفة لإنعاش الاقتصاد هي أيضا مسدودة، موضحة أن الارتدادات الاقتصادية بعد الانخفاضات الحادة عادة ما يقودها الانتعاش في سوق العقار.
واستدركت بالقول إنه لا يبدو أن أسواق العقار ستطلق شرارة الانتعاش هذه المرة، في ضوء التقديرات التي تشير إلى أن السوق لن يبدأ بالتعافي قبل عام 2010 على أقرب تقدير.

مسارات أخرى
مسار آخر لإنعاش الاقتصاد يتمثل في المبيعات الكبرى والصادرات مثل تلك التي كانت حكرا على سوق صناعة السيارات، لكن صناعة السيارات تشهد أسوأ حالاتها من حيث أوضاع العمالة والمبيعات، ولا يبدو أن هذا المسار منذر بالتفاؤل في وقت قريب.
وبالرغم من أن إدارة أوباما قد أفلحت بالحصول ضمن خطة الحفز في فبراير/شباط الماضي على ضمانات بتغطيات مالية للبطالة والرعاية الصحية للعاطلين عن العمل، إلا أن ذلك لا يعد كافيا لمواجهة معدلات البطالة الراهنة في البلاد.
واختتمت نيويورك تايمز بالقول إن البلاد بحاجة إلى مزيد من خطط الحفز الاقتصادي، وأضافت أنه يجب على إدارة أوباما تنفيذ وعودها بشأن إيجاد المزيد من فرص العمل.
ومضت بالقول إنه ينبغي الاهتمام بأحوال الطبقة الفقيرة في البلاد خاصة، مما يساعد على تجديد الأمل في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة التي تعصف بأميركا والعالم.