كاتب أميركي يدعو أوباما لخطوات جريئة حيال طهران

قال الباحث الأميركي جون تيرمان إن رد فعل إيران للرسالة المشهورة، التي وجهها إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي وتلك التي تضمنها خطابه في تركيا، كان حذرا ومفاجئا ويعبر عن رسالة هامة.
ومضى تيرمان في مقال له نشرته صحيفة بوسطن غلوب الأميركية أن طهران تريد من الأميركيين أن يفعلوا تجاهها ما هو أكثر من الكلمات اللطيفة من أجل طي صفحة 30 عاما من توتر العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن تهنئة الرئيس الأميركي للإيرانيين بعيد النوروز والسنة الفارسية الجديدة كانت موضع ترحيب، وأن رسالته حملت نبرة الاحترام والاعتراف الضمني بالجمهورية الإسلامية والدعوة إلى الحوار وتحسين العلاقات من دون أي تهديدات.
وقال الكاتب إنه لا بد أن المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ورئيس البرلمان علي لاريجاني لاحظا التغير في لهجة الخطاب الأميركي، وأضاف لكنهما اعتبرا أن الكلمات وحدها من جانب واشنطن تعد غير كافية وطالباها بالأفعال.
مخاوف طهران
" طهران متخوفة من السياسات التي ترى أن واشنطن تتنهجها تجاهها والتي من بنيها السعي لمهاجمتها والإطاحة بالنظام الإيراني " |
وأوضح الكاتب وهو المدير التنفيذي لمركز الدراسات الدولية بمعهد ماساشوتس للتكنولوجيا أن تلك المواقف متوقعة من طهران لمخاوفها من سياسات واشنطن تجاهها، إذ تعتبر أن الولايات المتحدة أطاحت برئيس الوزراء الإيراني المنتخب محمد مصدق عام 1953 وأيدت نظام محمد رضا بهلوي "القمعي".
وأضاف أن طهران تعتقد أن واشنطن تحاول عزل وخنق الجمهورية الإسلامية في ظل العقوبات والحظر المفروض عليها على مدار ثلاثة عقود، بالإضافة إلى تأييد نظام الرئيس العراقي صدام حسين في الحرب مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي وانتهاج إستراتيجيات لتغيير النظام بما فيه العمل السري داخل إيران.
وأضاف جون تريمان أن طهران ما انفكت تردد تلك الأسطوانة تجاه واشنطن، موضحا أنه ينبغي لأوبما أن يتخذ خطوات أكثر جرأة من شأنها تحسين العلاقات بين البلدين.
ودعا الكاتب الرئيس الأميركي إلى اتخاذ خطوات مثل رفع العقوبات الاقتصادية والإفراج عن الأرصدة المجمدة وتقديم ضمانات واضحة بعدم تعريض النظام الإيراني لأي هجمات عسكرية أو تهديدات، بالإضافة إلى الحوار المباشر وتطبيع العلاقات الدبلوماسية.
تعاون وتفرغ
" عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن من شأنها أن تساعد على حل جميع القضايا العالقة " |
وقال إن مسالة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران من شأنها أن تساعد على حل جميع القضايا العالقة، وهي لا تشكل أي مخاطر للولايات المتحدة، بل تسهم في تفرغ واشنطن لأولياتها في أفغانستان.
وتوقع الكاتب وهو مؤلف كتاب "نهج جديد من الدبلوماسية تجاه إيران" أن تقوم طهران في المقابل بالتعاون بشأن برنامجها لتطوير أسلحة نووية.
وأشار أن الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون كان واجه انتقادات مثل تلك التي واجهها مواطنه الرئيس الأسبق رونالد ريغان عندما عانق آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.
ومضى إلى أن سياستهما اليوم تلقى الاستحسان والتصفيق، ليس لتحسينهما العلاقات الثنائية مع بكين وموسكو فحسب، بل لتحسينهما العلاقات والحراك الدولي بشكل عام.