تايم: أسر أميركية غير قادرة على دفع فواتير الماء

تركت الأزمة التي تعصف باقتصاد الولايات المتحدة آثارا بالغة ومباشرة على نمط حياة الأفراد والأسر الأميركية، وخاصة عندما يكون المعيلان عاطلين عن العمل وفقدا وظيفتيهما في آن واحد.
المواطنة الأميركية باربرة (46 عاما) وزوجها كيفن (52 عام) طرقت الأزمة الاقتصادية بابهما لتضطرهما إلى التخلي عن الهواتف الجوالة وعن جميع الاشتراكات في برامج الترفيه الخارجية.
وفي مقابلة لهما مع مجلة تايم الأميركية يقول الزوجان إنهما لم يعودا قادرين على الخروج للتزلج في موسم الشتاء القادم، ولن يذهبا للعب الغولف في الصيف أيضا، بالإضافة إلى أنه لم يعد يتوفر مزيد من النبيذ لديهما.
ويوضح الزوجان أنهما اضطرا لأن يستنفذا كل ما ملكاه من نقود لتسديد الديون والفواتير وأقساط المنزل، ويضيفا أنهما ناقشا أمر التوقف عن شراء الصحف المحلية.

تقشف وانتظار
وتقول باربرة إنه صار لديها مائة طريقة وطريقة في التفنن بالتقشف، وباتت تستخدم أنصاف العلب من المعكرونة مبقية النصف الثاني لوجبة أخرى قادمة.
وتوضح ربة البيت أنها وزوجها أصبحا دقيقين جدا عندما يتعلق الأمر بالتسوق، فهما لم يعودا يتراكضان إلى السوق لشراء هذا الشيء أو ذاك كما في السابق، بل ينتظران حتى تنفذ معظم الأشياء، ثم يذهبان ليشتريانها مرة واحدة في لائحة واحدة، وذلك من محلات البقالة المحلية وليس من المحلات الغذائية الكبرى الراقية.
وتعبر باربرة عن الدهشة وتقول إنها لا تدري أين تذهب النقود، وتضيف أنهما استغرقا عددا من الشهور حتى تمكنا من ضبط ميزانيتهما المتقشفة الجديدة وترشيد استهلاكهما وطريقة عيشهما.
وتمضي إلى أن الأدهى والأمر أن بعض المتطلبات تكون مرة في العام أو ما شابه، لكن المرء بات لا يستطيع إليها سبيلا، فقد لا يتوفر أحيانا مبلغ أربعين دولارا لتسديد فواتير الماء أو الطبيب البيطري.
وتضيف أنها نشرت في أنحاء الحي إعلانات عن رغبتها في العمل جليسة أطفال أو في رعاية كبار السن، أو الرضع أو تدريس طالبات الثانوية، ولقد تعبت وملت من الانتظار دون أن يستجيب أحد لطلبها ويقدم لها أي وظيفة أو فرصة عمل.

رفض الدعوات
وتوضح ماري أنه بات من الصعب عليها وعلى زوجها دعوة أحد لتناول العشاء، ولذا باتا يرفضان العديد من دعوات الآخرين لهما.
وتقول إنها وزوجها ذهبا إلى المسرح ذلك اليوم عندما قاموا بتخفيض قيمة التذاكر، لكنهما أخذا معهما طعامهما من ما توفر في بيتهما، وكان صديق عرض عليهما فكرة تناول وجبة في مطعم رخيص لكنهما رفضا، فهما لم يعودا يستطيعان إلى مصاريف المطاعم سبيلا، ولا تدري باربرة إن كان الآخرون يتفهمون ذلك "فأنا لم أكن أعي ذلك حتى مررنا بالتجربة القاسية!".
وتختتم باربرة بالقول إنها وزوجها لا يزال يحدوهما الأمل في أن الأزمة المالية ستنفرج، وتضيف بأنه صحيح أنهما تعودا على شظف العيش يحث لم يعودا يملكان سوى القليل من المال، ولكنهما في حاجة ماسة لأن تستمر تغطيتهما بالتأمين الصحي، خاصة وأنهما عاطلين عن العمل.