كاتب أميركي يطرح سيناريو التطبيع مع إيران

قراءة عربية لملف التفاوض الأميركي الإيراني


دعا الكاتب الأميركي روجر كوهين إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تبني منهج السياسة الواقعية مع إيران لا سيما أنها بلغت مرحلة اللاعودة في برنامجها النووي، مؤكدا أيضا على اتخاذ إجراءات أشد صرامة من أي رئيس أميركي آخر حيال إسرائيل.

ونقل كوهين في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قوله إن مزج واشنطن بين الغطرسة والتجاهل في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش بدد العديد من الفرص الدبلوماسية مع إيران ما سمح لها بالمضي في برنامجها النووي.

وقال البرادعي للكاتب إن السياسة الأميركية السابقة كانت قائمة على عقيدتين: يتعين على إيران أن لا تمتلك المعرفة وأن لا تدير أي جهاز مركزي، واستمر الأميركيون بالدعوة إلى الانتظار وأن إيران ليست كوريا الشمالية "غير أن ذلك كان خطأ فادحا".

وأشار البرادعي إلى أن أميركا صنفت إيران ضمن محور الشر ولا بد من تغيير النظام فيها، بدلا من أن تبنى على المساعدة الإيرانية في 2001 في أفغانستان، واستكشاف "الصفقة الكبيرة" الإيرانية عام 2003، ودعم الوساطة الأوروبية عام 2005 التي اعتمدت على الموافقة الأميركية لبيع مفاعل نووي فرنسي لإيران.

فكانت النتيجة حسب البرادعي أن "إيران الآن تملك زهاء 5500 جهاز طرد مركزي وأكثر من ألف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب فضلا عن المعرفة في تخصيبه، مرجحا أن تمتلك طهران أسلحة نووية بعد عامين.

وهنا دعا الكاتب أميركا إلى انتهاج السياسة الواقعية في ظل ما يقول البرادعي بأن "إيران لم تقرر بعد رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، ولكنها مصممة على امتلاك التكنولوجيا لما تجلبه لها من قوة ومكانة وسياسة ضمان".

"
لتجنب دخول المنطقة في كرة من لهب على أوباما أن يتخذ إجراءات أكثر صرامة مع إسرائيل من أي رئيس أميركي آخر
"

سيناريو التطبيع
وطرح الكاتب تصوره للتطبيع:

على الطرف الإيراني وقف دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، والعمل على تحقيق الاستقرار في العراق وأفغانستان، والقبول بتدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق برنامج نووي محدود لأغراض سلمية، والتعهد بقتال القاعدة وتحسين سجلها الخاص بحقوق الإنسان.

في المقابل تلتزم أميركا بأمن إيران ودعم دورها المحوري في المنطقة والقبول بحقها في تشغيل منشأة لتخصيب محدود بمئات فقط من أجهزة الطرد المركزي، والموافقة على امتلاك إيران لمفاعل نووي سلمي من فرنسا، ودعم دخول إيران إلى منظمة التجارة العالمية وإعادة الأصول الإيرانية المحتجزة، ورفع العقوبات، والأخذ بعين الاعتبار التصريحات الإيرانية حول دعم حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية.

وينقل الكاتب أيضا تحذيرات البرادعي بشأن شن إسرائيل هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، من أنه "إذا ما قصفت، فستدخل المنطقة برمتها في كرة من لهب وتضطر إيران إلى المضي في برنامجها النووي بدعم من العالم الإسلامي بأسره".

ولتجنب هذا الكابوس، كما يقول كوهين، على أوباما أن يتخذ إجراءات أكثر صرامة مع إسرائيل من أي رئيس أميركي آخر في السنوات الأخيرة "وقد حان الوقت لذلك".

إعلان
المصدر : نيويورك تايمز

إعلان