كاتب أميركي: إسرائيل تستنجد كذبا من إيران

وصف كاتب أميركي في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز ما يقوم به الزعماء الإسرائيليون منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي من تهويل لقدرات إيران النووية بأنه استغاثة كاذبة في إشارة إلى قصة الراعي الكذاب والذئب, فاضحا كذب زعمائهم ومطالبا واشنطن بمواصلة انفتاحها على طهران.
ففي بداية مقاله -الذي اختار له عنوان "إسرائيل تستنجد من الذئب"- أبرز الكاتب روجر كوهين فقرة من خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي في العام 1996 شمعون بيريز (وهو الرئيس الإسرائيلي الحالي).
بيريز -الذي كان قد توقع في العام 1992 أن تمتلك إيران السلاح النووي بحلول العام 1999- حذر في ذلك الخطاب من أن إيران هي "مركز الإرهاب والتطرف والتدمير", ووصفها بأنها "أخطر من النازية لكونها تسعى لامتلاك السلاح النووي".
ولا يمكننا -يضيف الكاتب- إلا أن نسلم بأن إسرائيل تستنجد كذبا, فوزير دفاعها الحالي إيهود باراك وأحد رؤساء وزرائها السابقين أكد في العام 1996 أن إيران ستنتج أسلحة نووية بحلول العام 2004.
وها هو رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو يفصح في مقابلة له مع صديقه المخلص جيفري غولدبرغ في مجلة ذي آتلانتيك, عن أحدث عملية تكرار لمحاولات تصوير إيران على أنها تجسد شرا لا يضاهيه إلا النازية.
كوهين عبر عن امتعاضه من إعادة الزعماء الإسرائيليين تكرار هذه الفكرة الممجوجة بشأن إيران.
وأكد أن المهم الآن هو أن ينظر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مخاوف نتنياهو المبالغ فيها بشأن إيران بريبة وأن يكبح جماحه ويستمر في الانفتاح على طهران, كما فعل يوم الأربعاء عندما أكد أن واشنطن ستنضم إلى أي مفاوضات تجرى بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأشاد كوهين بتحول أوباما عن إستراتيجية "من ليس معنا فهو ضدنا" التي انتهجها سلفه في التعامل مع ما يعرف بالحرب على الإرهاب, واستبدال التقرب من العالم الإسلامي بها على أساس عزل الإرهابيين.
وحدد هدف إسرائيل الحقيقي, في محاولة التمسك بالدعم الأميركي وتجنب أي تغيير في الشرق الأوسط قد يؤثر على ميزان القوى بشكل لا يخدم تفوق إسرائيل المطلق, أما هدف نتنياهو من وراء ذلك فهو أن يظل مرجع التفكير الأميركي في هذه القضية هو الحرب على الإرهاب.
غير أن الكاتب يرى أن السبيل الوحيد لثني إيران عن التحول إلى قوة نووية وتشجيع الإصلاح فيها هو عبر المفاوضات.
وردا على من يحذرون مرارا وتكرارا من فوات الآوان في جهود وأد قنبلة إيران النووية قبل أن تنتج, أكد كوهين أن إيران لا تمتلك سوى اليورانيوم المنخفض التخصيب, مؤكدا أنها تحتاج لوثبة كبيرة حتى تنتج اليورانيوم عالي التخصيب الذي يستخدم في صناعة هذه القنبلة.