صحف أميركية: بوش ارتكب أكبر خطأ في الشرق الأوسط

afp/ Palestinan prime minister Salam Fayyad (L) shakes hands with US Middle East envoy George Mitchell prior to a meeting in Jerusalem on February 27, 2009.

زيلنيك: لو استطاع مبعوثا أوباما للشرق الأوسط التعلم من أخطاء بوش فإنهما سيوفران على نفسيهما خطوات كثيرة بشأن الطريق إلى السلام (الفرنسية-أرشيف)

دعت بعض الصحف الأميركية إدارة الرئيس باراك أوباما الجديدة إلى التعلم من أخطاء الإدارة السابقة والتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعلق حتى تُهيأ الظروف لتطبيقه، وأثنت على ما رأته من توجه أميركي جديد نحو سوريا، محذرة من أن اندلاع حرب بين تل أبيت ودمشق لا يصب في مصلحة الإسرائيليين.

المحافظة على زخم بوش
دعا أستاذ أميركي في الصحافة بجامعة بوسطن إلى التعلم من أخطاء الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والاستفادة مما حققته من زخم للتوصل إلى اتفاق عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينحى جانبا حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من استعادة سلطتها الكاملة وتنفيذ بنوده.

وقال روبرت زيلنيك في مقال بصحيفة كريستيان ساينس مونيتور تحت عنوان "البناء على التقدم الذي حققه بوش في الشرق الأوسط" إنه رغم أخطاء الرئيس السابق بوش، فإن فريق أوباما يستطيع أن يحافظ على ذلك الزخم.

وأشار الكاتب إلى أن بوش ارتكب أكبر خطأ في الشرق الأوسط قائلا إنه لو تبنى جهود سلفه بيل كلينتون المضنية لتأمين اتفاقية بدلا من أن يتبرأ منها لتمكن القادة في فلسطين وإسرائيل من تحقيق تقدم يمهد الطريق أمام الإدارة الجديدة.

ولو حدث ذلك -يمضي زيلنيك في قوله- لتم تجنب مأساة الانتفاضة الثانية وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة.

وبالمقابل إذا ما رفض المندوبان للشرق الأوسط جورج ميتشل وكريستوفر هيل -وهما من قدامى السياسيين في عهد كلينتون- عمل بوش كما رفض هو عملهم، فإن الفشل سيكون حليفهما.

فإذا استطاع ميتشل وهيل التعلم من أخطاء بوش وتبنيا الجوانب الإيجابية لإدارته، فإنهما سيوفران على نفسيهما خطوات كثيرة بشأن الطريق إلى السلام.

وإذا ما كان هناك مفاوضات شاملة تفضي إلى اتفاقية، فيمكن أن تنحى جانبا حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من استعادة سيطرتها الكاملة التي تؤهلها لتنفيذ بنودها.

وقال إن الاتفاقية إذا ما اتسمت بالعدالة فإن التوق إلى السلام من كلا الطرفين سيسود الأجواء ويشكل ضغطا على حماس، ليس من قبل المجتمع الفلسطيني وحسب بل من قبل القوى المجاورة مثل الأردن ومصر.

محللون يقولون إن الأجواء مهيآة لفتح حوار بين دمشق وواشنطن (الفرنسية)
محللون يقولون إن الأجواء مهيآة لفتح حوار بين دمشق وواشنطن (الفرنسية)

توجه أميركي جديد
من جانبها كتبت صحيفة نيويورك تايمز تقريرها تحت عنوان "المحادثات مع سوريا مؤشر على توجه أميركي جديد" تقول إن الإعلان عن إرسال مبعوثين إلى سوريا يشكل اتجاها أميركيا جديدا في الشرق الأوسط.

وترى الصحيفة في هذه الخطوة مؤشرا على كيفية تعاطي إدارة أوباما مع التحديات الثلاثة في الشرق الأوسط وهي نووي إيران والتوتر بين سوريا وإسرائيل والصراع الطاحن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

خبراء في المنطقة يعتقدون أن سوريا هي الجهة الأساسية التي تستطيع أن تخفف من وطأة التحديات الثلاثة.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المسعى الأميركي للتوصل إلى تفاهم مع سوريا التي طورت علاقاتها مع إيران، من شأنه أن يزيد الضغط على طهران للتجاوب مع العرض الأميركي حول المحادثات المباشرة.

وتضيف أن مثل هذا التفاهم سيمنح الدول العربية ومن وصفتهم بالمعتدلين الفلسطينيين الغطاء السياسي للتفاوض مع حركة حماس التي تسيطر على غزة من أجل تخفيف موقفها المعادي لإسرائيل.

ونقلت عن خبراء في الشرق الأوسط اعتقادهم بأن الظروف لفتح حوار مع سوريا مهيأة من قبل الطرفين.

فقد قال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك "هناك حكومة سورية ترغب في الحوار" مضيفا "وقد يكون هناك حكومة إسرائيلية تفضل السوريين على الفلسطينيين في الحوار".

دعوة للحوار مع سوريا
وفي هذا الإطار أيضا تحدثت مجلة تايم عن أفق السلام بين سوريا وإسرائيل والمحاذير التي قد تنطوي على عدم الاتفاق مع دمشق ضمن اتفاقية سلام.

وأشارت تايم إلى أن الإثارة الدبلوماسية التي سببتها مصافحة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لنظيرها السوري وليد المعلم في القاهرة وما تبعها من إعلانها أمس عن عزم بلادها إرسال مندوبين إلى دمشق، لهي مؤشر على ذوبان الجليد بين الطرفين وتذكير بوجود أرضية مشتركة بينهما.

ولكن المجلة تقول إن أهم المعوقات التي تحول دون دفء العلاقات تتمثل في تنامي تهديد حزب الله وحماس "بدعم سوري" لإسرائيل، فضلا عن أن التحالف مع إيران يمنح دمشق عمقا إستراتيجيا.

وتنسب تايم إلى محللين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن حالة الحرب بين تل أبيب ودمشق ساهمت في تبرير الحالة الأمنية القمعية التي أبقت الرئيس بشار الأسد في السلطة.

وأضافوا أنه إذا ما استطاعت إدارة أوباما جلب سوريا إلى الركب الأميركي مقابل حزمة من المساعدات والانتماء إلى النادي الدبلوماسي الدولي، فقد تُحرم إيران من أهم حلفائها في مواجهتها مع الغرب.

وفي الختام حذرت المجلة من أن رفض إسرائيل التفاوض على سلام قائم على الانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة، سيدفع باتجاه نشوب حرب أخرى على الحدود الشمالية الإسرائيلية.

وما لم تحصل عليها سوريا بالمفاوضات، تتابع المجلة، فإنها ستحاول أن تحققه بالقتال، وهذا سيضعف الموقف السياسي الإسرائيلي الذي ما زال يعاني حربين فاشلتين 2006 في لبنان
و2009 في غزة.

المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان