نيويورك تايمز: القذافي نال ما أراد من أفريقيا

الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي

القذافي يرنو للعالمية من البوابة الأفريقية (الجزيرة-أرشيف)

أخيرا وبعد أربعين عاما من وصوله إلى سدة الحكم بانقلاب عسكري أبيض, استطاع العقيد معمر القذافي أن يتبوأ المكانة الدولية التي ظل يصبو إليها دوما إذ بات رئيسا للاتحاد الأفريقي.

هكذا استهل مايكل سلاكمان تقريره في صحيفة نيويورك تايمز اليوم والذي قدّم فيه قراءة سياسية لما ينطوي عليه وضع الزعيم الليبي الجديد من مضامين وإسقاطات على الساحة الأفريقية.

وتزامن اختيار القذافي الشهر الماضي ليقود الاتحاد الأفريقي المؤلف من 53 دولة مع بروزه كشخصية تجد الترحيب في العواصم الغربية, حيث يتوق رؤساؤها لاستغلال احتياطيات ليبيا الهائلة من النفط والغاز وإيجاد مدخل إلى الأسواق الليبية التي وصفها الكاتب بالبكر.

فالقذافي -الذي وصموه ذات مرة بالحض على إرهاب الدولة- باتوا يتوددون إليه الآن على حد تعبير سلاكمان. غير أن الكاتب يستدرك قائلا إن القذافي يظل هو ذات الثوري الغريب الأطوار الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.

ولقد استغل القذافي –برأي سلاكمان- موقعه الجديد للترويج لفكرته بإقامة ولايات متحدة أفريقية, بجواز سفر واحد, وجيش واحد وعملة موحدة. وحمّل إسرائيل مسؤولية ما يدور في إقليم دارفور السوداني من صراع, ودافع عن القراصنة الصوماليين لأنهم يحاربون "الدول الغربية الجشعة". وصرح بأن الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية لا تناسب الشعوب الأفريقية.

ونسب التقرير إلى وحيد عبد المجيد –نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- القول إن ذلك هو الدور الذي ظل القذافي يتطلع إليه طوال أربعين عاما, إذ ما انفك يبدل توجهاته ويغيرها بحثا عن هذا الدور.

ويرى سلاكمان في تقريره أن كل خطوة خطاها القذافي في تحوله المدروس من راع للإرهاب إلى رجل دولة مزعوم كانت تعزز ما يتلوها من خطوات, مشيرا إلى أن الدفء في علاقاته مع الغرب أضفى عليه مزيدا من المصداقية في أفريقيا, وأن بزوغ نجمه في القارة جعل منه شخصية أكثر قبولا لدى الغرب.

وخلص إلى أن كل تلك المظاهر كانت ترمي إلى تحقيق هدف رئيسي واحد ألا وهو تعزيز صورته. فقد حاول القذافي مرة أن ينصب نفسه زعيما قادما لكل العرب, لكنه قوبل بالرفض, وأحيانا بالسخرية, لأسلوبه الغريب وتصريحاته الشاذة.

ويضيف الكاتب أن القادة الأفارقة ينظرون إليه بارتياب, لكنهم مع ذلك يتقبلونه لمكانته المتعاظمة في الغرب وللافتقار إلى بدائل في القارة ولحاجتهم لأمواله.

على أن تلميع صورة رجل ليبيا القوي لم تأت دون ثمن لدولته التي يقطنها 5.5 ملايين مواطن ليبي إلى جانب حوالي مليوني أفريقي تقريبا تدفقوا إليها زرافات ووحدانا وه يمنون أنفسهم باستقبال دافئ, وبوظائف جيدة, وربما بوسيلة أسهل تقودهم إلى أوروبا، ولكن خلافا لذلك وجد هؤلاء المهاجرون في ليبيا بيئة عدائية, ومشقة في الحصول على قوت يقيمون به أودهم.

وانتهى الكاتب في تقريره إلى القول إن ولاية القذافي في رئاسة الاتحاد الأفريقي ستمتد لعام واحد فقط, مرجحا أنه سيواصل استغلال القارة الأفريقية كنقطة انطلاق من أجل الحصول على نفوذ ومصداقية أكبر في العالم حتى بعد انتهاء تلك الفترة بكثير.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان