فيسك: ليبرمان أبغض سياسي بالشرق الأوسط
قال الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقال بصحيفة إندبندنت إن اسم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي حل ثالثا بالانتخابات التي جرت مؤخرا، سيكون مضغة تلوكها أجهزة الإعلام العالمية مقبل الأيام خاصة بعد أن اختاره رئيس الوزراء المرتقب بنيامين نتنياهو وزيرا للخارجية بالحكومة الجديدة.
وقد بدأ اسم ليبرمان يتردد كثيرا بعد تصريحاته الآونة الأخيرة والتي اتسمت بطابع عنصري ضد الفلسطينيين خاصة والعرب عامة, حتى إن فيسك لم يجد بدا من وصفه بأنه "أكثر السياسيين البغيضين في الشرق الأوسط".
بل إن الكاتب لم يتورع في مقاله, عن تشبيهه بكل من الزعيم العسكري البوسني الصربي الهارب الجنرال راتكو ملاديتش, وزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش, والرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
وقد أبدى قلة من الفلسطينيين (يضيف فيسك) سرورا "لاذعا" من أن الغرب سيرى أخيرا "الوجه الحقيقي" لإسرائيل متمثلا في وزير خارجيتها الجديد, وستتردد المقولة السخيفة المعتادة بأن ما من أحد سوى سياسي متطرف قادر على تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
ووصف الكاتب هذا الإحساس بأنه ضرب من خداع النفس ومرض شرق أوسطي. فالحقيقة عنده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المرتقب أوضح بجلاء أنه لن يكون هنالك مجال لحل من دولتين؛ بل إنه قام بغرس شجرة في هضبة الجولان ليظهر للسوريين أنهم لن يستعيدوها. وقد جلب الآن في مجلس الوزراء رجلا ينظر حتى لعرب إسرائيل (فلسطينيي الـ48) على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
وستكتسب أول زيارة يقوم بها ليبرمان إلى واشنطن أهمية، ذلك أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (وهي اللوبي الإسرائيلي) ستدافع عنه بقوة وستضطر هيلاري كلينتون للترحيب به بحرارة في وزارة الخارجية. ومن يدري فقد يقترح عليها أن تخضع الأقليات الأميركية إلى امتحان لاختبار ولائهم تماما كالذي نادى به للفلسطينيين داخل إسرائيل, وهو ما سيعني أن باراك أوباما نفسه سيتعين عليه أداء قسم الوفاء للدولة.
وفي مصر, سيواجه ليبرمان وقتا عصيبا, على حد تعبير فيسك. فالرئيس حسني مبارك قد يكون لين الجانب, لكن ليبرمان -الذي طالب الرئيس المصري بزيارة إسرائيل أو فليذهب للجحيم- جرح مشاعر رجل عرّض نفسه لمخاطر جمة من أجل الحفاظ على السلام مع دولة إسرائيل.