جنرال أميركي: النموذج العراقي لا ينطبق على أفغانستان

قوات أجنبية هاجمت بوحشية المدنيين واعتقلتهم في إحدى قرى غزني

الخسائر وسط المدنيين تنفر الأفغان من قوات التحالف لصالح طالبان (الجزيرة-أرشيف)

قال القائد الميداني السابق لقوات التحالف في أفغانستان الجنرال إيريك أولسون إن نموذج الحرب في العراق يختلف عن نموذجها في أفغانستان، ودعا إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إعادة التفكير بشأن الوضع المتدهور في أفغانستان.


وتساءل الجنرال الأميركي في مقال نشرته صحيفة كريسيتان ساينس مونيتور الأميركية عن المهمة التي تنتظر طليعة القوات الإضافية المتمثلة في 17 ألف جندي سيتوجهون إلى أفغانستان.

وأشار إلى أن وزير الدفاع روبرت غيتس اعترف أن أولئك الجنود يجري إرسالهم دون إستراتيجية واضحة، مضيفا أن إستراتيجية واشنطن تبدو مبنية على الأمل أكثر منه على الواقع الملموس.

وأضاف أولسون أن حملات عسكرية عديدة سبقتهم إلى هناك بهدف القضاء على قوة حركة طالبان المتنامية دون جدوى، فما الذي يمكن أن تنجزه تلك البعثة العسكرية الجديدة؟


"
خبرة الجنرال الأميركي في الميدان الأفغاني تفيده بأن النجاح العراق لا يمكن أن يتكرر في أفغانستان لأن الحقائق على الأرض مختلفة بين البلدين
"

خبرة وصعوبات
ومضى الجنرال الأميركي يقول إن خبرته الميدانية في أفغانستان لمدة عام ومن ثم نائبا لمدير مكتب إدارة إعادة إعمار العراق، تخبره بأن النجاح الذي جرى في العراق لا يمكن تكراره في أفغانستان لأن الظروف والحقائق على الأرض تختلف بشكل كبير بين البلدين.

وشبه الجنرال العراق بولاية نيويورك الأميركية من حيث التقسيمات الإدارية المدنية المنظمة، ما جعل مهمة القوات الأميركية هناك أسهل، مضيفا أن السيطرة على عاصمة الإقليم تعني السيطرة على باقي المناطق التابعة لها.

وحذر بقوله إن الأمر في أفغانستان مختلف ويتطلب توزيع القوات العسكرية للتمركز بأعداد صغيرة في قرى متناثرة لا تعد ولا تحصى، بحيث لا يمكن لأي مجموعة عسكرية دعم الأخرى في حالات الطوارئ.

وقال إن ما يزيد من صعوبة العمليات أن الشوارع المعبدة في أفغانستان لا تزيد عن 20%، ما يجعل القوات تزحف ببطء خاصة في الجبال الوعرة وفي ظل الأحوال الجوية السائدة.

ومضى أولسون يقول إنه إذا كان الهدف توفير الحماية للسكان المدنيين في أفغانستان في سبيل العمل على تراجع شعبية حركة طالبان التي تقوم بتوفير الأمن لأهالي القرى، فذلك لا يتم إلا عبر إنشاء وتدريب قوات أمنية محلية بأعداد صغيرة من الأفغان أنفسهم.

وانتقد الكاتب منح واشنطن الرئيس الأفغاني حامد كرازاي شيكا على بياض، ودعا إلى تنمية المؤسسات السياسية والاقتصادية في البلاد للتوصل إلى الإصلاحات المنشودة.


"
الولايات المتحدة غير قادرة على ضبط حدودها مع المكسيك، فكيف بالحدود الأفغانية الباكستانية؟
"

البشتون والحدود
وشكك أولسون في نجاح أي عملية عسكرية حتى وإن صاحبتها إصلاحات سياسية ما لم يتم التعامل بشكل مباشر مع مناطق قبائل البشتون على الحدود الباكستانية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة غير قادرة على ضبط حدودها مع المكسيك، فكيف بالحدود الأفغانية الباكستانية؟


واختتم بالقول إن تلك المناطق الحدودية استعصت رغم الحملات العسكرية المتلاحقة والضغوط الدولية وبرامج التنمية الاقتصادية والصفقات المختلفة مع حكومتي كابل وإسلام آباد.


واقترح إقامة تعاون مشترك يضم حكومتي البلدين والقيادة الأميركية وحلف شمال الأطلسي، ودعا واشنطن لطلب العون من حلفاء آخرين.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور

إعلان