هل التوفير يصنع جيلا جديدا؟
تساءلت صحيفة واشنطن بوست عما إذا كانت سياسة التوفير التي نجمت عن الركود الاقتصادي ستعيد صياغة جيل جديد، مشيرة إلى أن لجوء جمهور المستهلكين إلى العيش وفق إمكاناته ربما يكون مبعث أمل للخروج من الركود.
وقالت إذا ما اقتدى الجمهور بهيلين ويلسون (86 عاما) في التوفير عندما عصف الكساد الكبير بالولايات المتحدة، فإن ذلك سيعود عليه وعلى الاقتصاد بالنفع على المدى الطويل.
فقد لجأت ويلسون إلى تربية الدجاج وزراعة الخضراوات في منزلها بالاسكندرية لتربية أطفالها، وهو ما تفعله ابنتها لوريتا هالي (55 عاما) من تغيير في أنماط حياتها، حيث خرجت من المتجر بالسلع الضرورية فقط.
وطرحت الصحيفة تساؤلين: هل سيؤدي الذعر والغموض في الأزمة المالية إلى خلق جيل واقتصاد جديدين يطغى عليهما روح الكساد الكبير؟ أم أن تعهداتنا الشخصية ستلعب الجزء الأهم في تقرير الحمية بالعام الجديد؟
المستشارة المالية الشخصية غيري ديتويلر لموقع كريديت دوت كوم تقول "كلما طال الأمد لاستعاد الاقتصاد عافيته، خلف أثرا بعيد المدى على سلوكيات الإنفاق".
ويقول الخبراء إن التصرفات الحكيمة في المنازل ستسهم نهاية المطاف في تعزيز أي اقتصاد يشهد حالة من الهشاشة.
بيرنارد بومول الخبير الاقتصادي بمجموعة الاستشراف الاقتصادي قال إن "الاقتصاد يمثل في حقيقة الأمر القرارات التي يتخذها عشرات الملايين من الناس كل يوم".
ويتوقع بومول أن إعادة تنظيم الاقتصاد لا يتأثر كثيرا بإنفاق المستهلك، فوفقا لنشراته، فإن انفاق المستهلك سيسهم بحلول 2015 بنسبة 65 إلى 67% من الناتج المحلي، في تراجع عن النسبة التقليدية التي تبلغ 70%، في حين أن الصادرات والإنفاق على قطاع الأعمال ستسهم أكثر في نمو الناتج القومي.
" سنشهد تغيرا كبيرا في سلوك المستهلكين الذين سيقللون اعتمادهم على الدين لتمويل احتياجاتهم " الخبير بومول |
ويضيف بومول "سنشهد تغيرا كبيرا في سلوك المستهلكين الذين سيقللون اعتمادهم على الدين لتمويل احتياجاتهم".
وتقول واشنطن بوست إن الأميركيين يعمدون الآن إلى الادخار كما يفعلون عادة في مثل هذه الظروف، ففي أكتوبر/ تشرين الأول بلغ معدل الادخار الشخصي
4.4% من الدخل المتاح، مقارنة بمتوسط الادخار السنوي 2.7% على مدى العقد الماضي، حسب ما أعلنته وزارة التجارة الأسبوع الماضي.
في حين أن المعدل الحالي لم يقترب من نسبة 8 إلى 11% مما وفره الأميركيون منتصف خمسينيات القرن الماضي حتى التسعينيات منه.
ولفتت الصحيفة إلى أن سلوكيات الانفاق بالمستقبل ستتأثر بشكل كبير بوفرة الائتمان، مضيفة أن تقييد الإقراض سيحد من قدرة الناس على الإنفاق خارج نطاق إمكاناتهم، وبالتالي سيبقى استخدام الرهن وطرق التوفير الأخرى -بدلا من البطاقات الائتمانية- هو الطريقة الرائجة.