مطالبات أميركية بالتحول من العراق إلى أفغانستان

أيقونة الصحافة الاميركية

اهتمت الصحف الأميركية اليوم الاثنين بما طرأ من تحسن أمني في العراق ودعت إلى إعادة النظر في التركيز على الشان العراقي من أجل القيام بانسحاب منظم وسريع ولا سيما أن الأوضاع في أفغانستان آخذة في التدهور.

"
عودة نشاط القاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان تجعل لزاما على الولايات المتحدة أن تبدأ في التخطيط لانسحاب سريع ومنظم من العراق
"
نيويورك تايمز

إعادة النظر في العراق
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن عودة نشاط القاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان تجعل لزاما على الولايات المتحدة أن تبدأ في التخطيط لانسحاب سريع ومنظم من العراق.

ورحبت الصحيفة بما وصفته بالانخفاض المتواضع للعنف في العراق، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة إجراء الإصلاحات السياسية اللازمة.

وانتقدت البيت الأبيض الذي يستخدم مزاعم النجاح نفسها كذريعة للبقاء في العراق، بدلا من التخطيط الجاد للانسحاب منه.

ومضت تقول إن الجدل الرئاسي الدائر حتى الآن في واشنطن يتمحور حول ما إذا كان يجب سحب القوات ومتى، مستشهدة بما قاله السيناتور جون ماكين من أنه سيبقى في العراق حتى يتحقق "النصر"، ولكنه لم يقدم تفسيرا لما يعنيه بالنصر أو كيف يمكن تحقيقه، في الوقت الذي يحتشد فيه المسلحون في أفغانستان.

ورأت الصحيفة أن السيناتور أوباما كان محقا عندما قال إن على الولايات المتحدة أن تنسحب من العراق حتى تتمكن من القتال في أفغانستان، غير أنه سرعان ما تراجع نوعا ما عن ما تعهد به.

والمطلوب -تقول الصحيفة- إجراء نقاش جدي بين المرشحين للرئاسة حول كيفية السبيل إلى الإيفاء بالتزاماتهما وضمان عدم انتشار الفوضى خارج الحدود العراقية.

واعتبرت نيويورك تايمز الأسئلة التي طرحها تقريران على المرشحين في غاية الأهمية كخطوة أولية لحل المشكلة في العراق وأفغانستان، مثل السؤال:
– ما الدعم الذي يحتاجه العراق لضمان سير الانتخابات المحلية نهاية هذا العام؟

والسؤال:
– ما طبيعة المساعدة التي يصبو إليها العراق لتحقيق الاستقرار لمليوني نازح عراقي ومثلهم من اللاجئين في سوريا والأردن؟

والسؤال:
– ماذا يمكن فعله لتحقيق التسوية السياسية في العراق؟

والسؤال:
– كيف يمكن إقناع جيران العراق في إيران وسوريا بالمساهمة الإيجابية في تحقيق الاستقرار والسيادة للعراق؟

تركيز ماكين على العراق
وفي هذا الإطار كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا تحت عنوان "رغم الغليان في أفغانستان، ماكين مازال يركز على العراق"، تقول فيه إن انبعاث طالبان من جديد في أفغانستان ربما يشكل تحديا لرؤية ماكين القائلة بأن العراق هو مركز ما يسمى بالحرب على الإرهاب.

وفي ظل ارتفاع حجم الخسائر الأميركية في الآونة الأخيرة في أفغانستان الشهر الماضي، وعودة طالبان بقوة، وخروج التقارير الجديدة حول إعادة تجميع القاعدة لنفسها شمال غرب باكستان، رجحت الصحيفة أن يواجه ماكين تساؤلات حول حكمه في قضية الأمن القومي التي منحته أصواتا أكثر من منافسه الديمقراطي باراك أوبما.

وأشارت الصحيفة إلى أن رد الناخبين على استمرار ماكين في التركيز على العراق ربما يعتمد على مدى متابعتهم للأخبار، وفقا لبعض المحللين.

تفاؤل بالانسحاب من العراق

"
رغم حذر القادة الأميركيين حيال التكهن بمزيد من الانسحابات، فإن المقابلات تشير إلى تنامي التفاؤل بشأن احتمال سحب مزيد من القوات
"
يو أس أي توداي

صحيفة يو إس أي توداي سلطت الضوء على المكاسب التي تم تحقيقها في العراق، وقالت إن التحسن المستمر في الأمن حتى بعد سحب ما نسبته 25% من الألوية القتالية الأميركية، من شأنه أن يعزز احتمالات خفض القوات الأميركية.

ورغم حذر القادة الأميركيين حيال التكهن بمزيد من الانسحاب، فإن المقابلات التي أجرتها الصحيفة مع خبراء عسكريين والتصريحات التي صدرت أخيرا عن الجهات الرسمية تشير إلى تنامي التفاؤل بشأن احتمال سحب مزيد من القوات.

فقد قال نائب هيئة الأركان المتقاعد جاك كيين الذي ساهم في تطوير إستراتيجية العراق التي تبناها الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير/كانون الثاني 2007، "أعتقد أن الزخم الذي لدينا لا يمكن الرجوع عنه".

وأكد كيين الذي يقدم المشورة عادة للقائد الأميركي في العراق ديفد بتراوس، أن ثمة عمليات خفض ستجرى عام 2009 بصرف النظر عن الرئيس الأميركي القادم.

ونسبت الصحيفة إلى الفريق لويد أوستين -وهو الرجل الثاني في التسلسل القيادي بالعراق- قوله في الأونة الأخيرة إن "تقدمنا هش، وسنستمر في العمل للحفاظ عليه".

ثم تحدثت يو إس أي توداي عن انخفاض معدل الهجمات الأسبوعية التي تستهدف القوات الأميركية إلى مائتين أي بنسبة 80% منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.

إعلان
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان