الجيش العراقي يجد بيوتا مهجورة بديالى بدل عناصر القاعدة

An Iraqi policeman kicks doors during a joint operation with U.S. soldiers from the Second Stryker Cavalry Regiment near Muqtadiyah in Diyala province July 24, 2008

شرطي عراقي يركل باب منزل أثناء مداهمات ديالى (رويترز-أرشيف)

قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الجيش العراقي المساند من القوات الأميركية لم يعثر أثناء عمليات الدهم التي يقوم بها في بعض المناطق والقرى التابعة لمحافظة ديالى شمال شرقي العراق إلا على بيوت خاوية ومزارع ضربها الجفاف.

ففي تقرير للصحفية ديبورا هاينز نشرته اليوم, قالت إن أول مظهر للحياة صادف الجنود على مشارف قرية الفاطمية بالمحافظة كان لكلب بري. فاقتربوا من باحة تضم منزلين من الطين وكوخين شاهرين سلاحهم مخافة أن تكون مفخخة بالمتفجرات.

ولكن بدلا من ذلك كما يضيف التقرير كانت المباني خالية من ساكنيها فقد رحلوا بمتاعهم. وما لبثت عمليات البحث اللاحقة أن كشفت عن أن من ثلاث إلى أربع أسر هي التي آثرت البقاء بالقرية بعد أن كان يقطنها ما بين 30 و40 أسرة قبل ستة أشهر.

وقد تكرر هذا المشهد الغريب في القرى الأخرى الواقعة جنوب شرق ديالى. ويعزو القادة العسكريون من أميركيين وعراقيين هجرة السكان الجماعية إلى تهديدات مقاتلي تنظيم القاعدة لهم.

لكن ديبورا ترى أن ثمة سببا آخرا أجبر الناس على الرحيل إلى مناطق حضرية وهو الجفاف الحاد الذي خيم على منطقتهم.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت قبل أسبوعين أنها بصدد شن عملية عسكرية كبيرة في ديالى, وهو الإنذار الذي منح المتمردين المختبئين هناك فسحة من الوقت للفرار بحسب تقرير الصحيفة.

ونتيجة لذلك لم تحدث اعتقالات ذات شأن منذ انطلاق المرحلة الأولى من العملية العسكرية الجمعة الماضي، وهو ما أصاب مئات الجنود الأميركيين والعراقيين بالإحباط أثناء تنقلهم من قرية إلى أخرى تحت أشعة الشمس الحارقة.

تواطؤ
وتعليقا على إخفاق عمليات الدهم في العثور على عناصر مسلحة في قرى ديالى, أعرب مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي عن اعتقاده أن هناك بعض الأشخاص في الحكومة يتعاونون مع المتمردين، وأنه لم يكن من الضروري الإعلان عن بدء العملية في التلفزيون الأمر الذي مكن الرؤوس الكبيرة من الإفلات.

ويشير التقرير إلى أن الحملة العسكرية الواسعة -التي بدأت قوة من الجيش العراقي قوامها 30 ألف جندي بشنها اليوم في محافظة ديالى– تعد جزءا من خطة شاملة لتوطيد سلطة رئيس الوزراء نوري المالكي تسبق انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها قبل نهاية العام الجاري.

ونسبت الصحيفة البريطانية لمحمد معروف حسين (عمدة قضاء بلد روز المجاورة) قوله إن العديد من الأهالي هجروا مساكنهم خوفا من اعتقالهم ظلما، بعد أن انتشرت شائعات بأن السكان الشيعة زودوا السلطات بأسماء المواطنين السنة للإيقاع بهم، والعكس صحيح.

ونقلت عن أحد من بقي من الأهالي قوله إن القرويين تركوا القرية قبل أكثر من شهرين بسبب الجفاف وليس جراء مشاكل مع عناصر القاعدة.

إعلان
المصدر : تايمز

إعلان