المحادثات الأميركية الإيرانية انعكاس لتوجهات بوش الجديدة

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم الأحد إن الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي جورج بوش الأسبوع الأخير نحو العراق وإيران وكوريا الشمالية تعكس تغيرا متسارعا في السياسات الخارجية المركزية، ما سر الديمقراطيين وأثار سخط بعض الجمهوريين ووضع الحملة الرئاسية في دائرة الاضطراب.
فقد أرسل بوش أول مبعوث له على مستوى عال للجلوس مع الإيرانيين لمناقشة برنامجهم النووي دون أن ينجم شيء عن ذلك، وقبل بأفق زمني للانسحاب من العراق، كما خول وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس الانضمام إلى المحادثات السداسية التي تجرى مع الكوريين الشماليين حول برنامجهم النووي.
وعلقت الصحيفة على ما وصفته بمناورات البيت الأبيض قائلة إنها تشير إلى مدى التغيير الذي طرأ على توجه الإدارة منذ العام 2002 حين أطلق الرئيس مصطلح "محور الشر" على كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية.
والآن -تتابع الصحيفة- يمضي بوش بإرسال إشارات دبلوماسية نحو إيران وكوريا الشمالية وينكث عهدا التزم به طويلا وهو عدم الحديث عن سحب القوات الأميركية من العراق.
العديد من الديمقراطيين ينظرون إلى هذه التطورات على أنها دليل على أن بوش يقترب كثيرا من السياسات العسكرية والدبلوماسية التي طالما أيدها مرشحهم للرئاسة باراك أوباما.
وحسب محللين فإن تلك التطورات قد تساعد مرشح الجمهوريين على تأييد سحب القوات دون أن يظهر بمظهر عدم الولاء لبوش.
وفي نفس الوقت أثار هذا التغيير في مواقف السياسة الخارجية الأميركية سخط المحافظين بمن فيهم مسؤولون سابقون في الإدارة يعتقدون أن بوش تخلى عن المبادئ التي وضعت له في ولايته الأولى وتبنى موقفا آخر بتأثير من رايس ومؤيديها.
المندوب الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتن الذي تحول إلى أحد أشد المحافظين انتقادا لسياسات بوش، شبّه التطورات الأخيرة بثغرات في سد على وشك الانهيار، وقال "بمجرد أن يبدأ الانهيار يحصل الأعداء على فرص حقيقية لجني الفائدة".
أما رد البيت الأبيض فجاء على لسان متحدث بوش لشؤون مجلس الأمن القومي غوردن دوندري الذي قال "إن الحزبيين من الجانبين أساؤوا فهم هذه القرارات التكتيكية التي اعتبروها تغيرا في السياسة"، وأضاف أن هذه التحركات جاءت ثمرة جهود دبلوماسية شاركنا فيها على مدى العامين الماضيين".
صحيفة لوس أنجلوس تايمز ركزت على فشل الولايات المتحدة في ثني طهران عن مواقفها من برنامجها النووي في اجتماع المحادثات السباعية التي أجريت أمس في جنيف بتمثيل أميركي يعد الأعلى منذ عقود.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن واشنطن ستفرض عقوبات اقتصادية وسياسية إضافية على طهران إذا ما مضت الأخيرة في التسويف.
واعتبرت اجتماع جنيف الذي وصفته بغير الحاسم فشلا جديدا لإدارة بوش التي ضربت سياسة تجاهل الاتصال مع إيران بعرض الحائط، حسب تعبير الصحيفة.
المتخصص في الشؤون الإيرانية بمجلس العلاقات الخارجية ريا تكية قال إن الإيرانيين ربما يشعرون بأن لديهم حافزا قويا للمضي في التسويف لأنهم قد يعتقدون الآن بأنهم يواجهون نوعا من التنازلات الأميركية.
من جانبه قال محلل سياسي إيراني يدعى سعيد ليلاز "إن القضية التي تشغل بال الإيرانيين هي الضمان الأمني، وهذا ما تفتقر إليه المحادثات"، وأشار إلى أن "المشاكل الأميركية والإيرانية مشاكل أمنية لا دبلوماسية".