لعبة التجسس الأميركي على إيران تخفي فشلا ذريعا

أيقونة الصحافة الاميركية

استقطب الشأن الإيراني اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأربعاء، فتحدثت عن عمليات التجسس الأميركية في إيران وما تخفيه من فشل، كما وصف خبراء الحديث عن مكتب أميركي دائم في إيران بأنه ليس أكثر من خدعة، ولكن بعض الصحف أبدت تفاؤلها حيال الحل الدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية.

"
العمليات السرية داخل إيران تنطوي على خلل كبير في السياسة الأميركية نحو إيران لأنها مؤقتة وتفتقر إلى التنسيق الجيد، كما أنها تقوض الدبلوماسية دون أن تحقق ضغطا ملموسا على النظام في طهران
"
أغناشيوس/واشنطن بوست

الفشل الأميركي
كتب ديفد أغناشيوس مقالا في صحيفة واشنطن بوست يقول فيه إن لعبة التجسس الأميركية في إيران تبدو مقبولة على الورق، ولكنها تخفي فشلا ذريعا.

ووصف الكاتب الجهود الأميركية القاضية بالقيام بعمليات سرية داخل إيران كما كشف عنها الصحفي سيمور هيرش هذا الأسبوع، بأنها تنطوي على خلل كبير في السياسة الأميركية نحو إيران لأنها مؤقتة وتفتقر إلى التنسيق الجيد، كما أنها تقوض الدبلوماسية دون أن تحقق ضغطا ملموسا على النظام في طهران.

مسؤول عربي مطلع على البرنامج السري الأميركي قال "أخبروني عن ماهية سياستكم مع إيران" وتساءل "هل ستتحدثون معهم أو ستذهبون إلى الحرب ضدهم؟".

ووصف المسؤول العمليات الأميركية بهذه العبارات: هناك محاولات لزعزعة الاستقرار داخل إيران وملاحقة قوات القدس؟ بعضها قد تم تنفيذها، ولكنها تفتقر إلى الجدية اللازمة".

واعتبر أغناشيوس البرنامج السري انعكاسا لأزمة أكبر تواجه إدارة بوش ومن سيخلفها: ما عسانا أن نفعل حيال إيران التي تزداد عدوانية وثقة بنفسها؟

وخلص الكاتب إلى أن القضية الإيرانية ستواجه الإدارة المقبلة منذ اليوم الأول، والخيارات الأساسية المطروحة لن تختلف كثيرا عن ما هي في الوقت الراهن: الحوار أو القتال، أو ما بينهما؟

المكتب خدعة
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تناولت الحديث الذي دار قبل أيام على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بشأن احتمال فتح مكتب دائم لرعاية المصالح الأميركية في طهران، ووصفت الصحيفة تلك الخطوة بأنها محاولة الرئيس جورج بوش لتلميع إرثه الدبلوماسي على كافة الجبهات.

ومضت تقول إن فكرة تأسيس مكتب أميركي في الوقت الحالي بإيران تعكس تحولات في الفترة الثانية لولاية بوش: من مواجهة وعزل الأعداء إلى المشاركة والتعددية.

ولكن بحسب بعض الخبراء فإن الكشف عن برنامج أميركي سري يهدف إلى زعزعة الاستقرار، يجعل من الوجود الأميركي في طهران خدعة أكثر منها اقتراحا جادا.

جون ألترمان المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية بواشنطن، قال "إذا كان هناك من هدف لهذه الفكرة الأميركية فهو وسيلة لإحراج الإيرانيين" وأضاف "إنها ليست أمرا دبلوماسيا جادا بل مقدمة لعملية دبلوماسية عامة".

أمل بالتقدم

"
دق طبول الحرب في وجه إيران ربما يجذب اهتماما أكبر، ولكن ثمة مؤشرات تدلل على وجود تقدم في حل دبلوماسي محتمل للأزمة النووية
"
تايم

مجلة تايم من جانبها قالت إن دق طبول الحرب في وجه إيران ربما يجذب اهتماما أكبر، ولكن ثمة مؤشرات تدلل على وجود تقدم في حل دبلوماسي محتمل للأزمة النووية.

واستشهدت الصحيفة بما صرح به مستشار السياسة الخارجية لدى القائد الأعلى آية الله على خامنئي بأن إيران قد ترد إيجابا على العرض الأخير الذي قدمه المفاوضون الغربيون بشأن برنامجها النووي، ولا سيما أنه وصفه بأنه مقبول من حيث المبدأ.

وفي مقابلة مطولة مع تايم ووسائل إعلام أخرى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أبدى وزير الخارجية منوشهر متكي انتقادا شديدا للولايات المتحدة، ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن القضية النووية.

واعتبر متكي الاقتراح الغربي الأخير –تجميد إيران لتخصيب اليورانيوم نظير تجميد الغرب للعقوبات المفروضة على طهران- بأنه بناء ومتوازن.

وحول الحديث عن المكتب الأميركي الدائم في إيران، قال متكي إن بلاده قد تسمح بفتحه، ربما يكون ذلك، بحسب تعليق المجلة، نظير السماح بتبادل رحلات جوية بين نيويورك أو واشنطن وطهران.

وتوقع متكي في اللقاء الذي دام تسعين دقيقة أن ترد بلاده على الحزمة الغربية الأخيرة خلال أسبوعين.

واختتمت المجلة بالقول إن إمكانية التقدم على المسار النووي الإيراني تلوح في الأفق، ولكنه لا يبدو أن ذلك التقدم قد يهدئ من روع الصقور المنتقدين لإيران في واشنطن، وإذا ما أبدى الإيرانيون ميولا لتسويات مبدئية فإن الجدل سيزداد تعقيدا على الساحة الأميركية.

إعلان
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان