نيويورك تايمز: تحول بالسياسة الأميركية تجاه إيران

قالت نيويورك تايمز إنه يتعين على إيران، قبل الدخول في مفاوضات حقيقية مع الدول الست الكبرى بصورة رسمية، أن توقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استغلاله في إنتاج الكهرباء أو قنابل نووية حسب مستوى التخصيب.
وفي تحليل إخباري نشرته اليوم, ذكرت الصحيفة الأميركية أن قرار إدارة الرئيس جورج بوش إيفاد مسؤول كبير للمشاركة بالمفاوضات الدولية مع طهران نهاية الأسبوع الحالي يعكس تحولا مزدوجا بسياسة تسعى لحل المأزق الناجم عن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي.
وتتمثل ازدواجية التحول أولا فيما اتخذته إدارة بوش من قرار بالتخلي عن موقفها القديم بألا تعقد لقاءات مباشرة مع إيران، إلا بعد أن توقف الأخيرة تخصيب اليورانيوم امتثالا لمطالب مجلس الأمن الدولي.
وثانيا فإن وجود شريك أميركي بطاولة المفاوضات التي تضم الست الكبرى (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة) يضفي أهمية على مسارها رغم أن الموقف الرسمي لتلك الدول هو ألا تفاوض حقيقيا مع إيران إلا بعد أن تعلق تخصيب اليورانيوم.
وترى نيويورك تايمز أن الخطوة الأميركية الأخيرة تثير تساؤلات عما إذا كانت إدارة بوش ستغير موقفها من إيران تغيرا جذريا على نحو ما فعلته مع كوريا الشمالية, وتخاطر من ثم بوقوع انشقاق جديد مع المحافظين الذين اتهموا البيت الأبيض بتقديم تنازلات لما يسمى الدول المارقة دون انتزاع شيء بالمقابل منها.
واجتهدت الإدارة في وصف المفاوضات بأنها "مواصلة للإستراتيجية نفسها التي ظلت تنتهجها دوما والمتمثلة في وقف أنشطة إيران النووية من غير اللجوء إلى القوة العسكرية".
وطبقا للصحيفة, فإن حضور وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية للاجتماع مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي بجنيف السبت المقبل سيبعث "بإشارة قوية إلى الحكومة الإيرانية بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة الجهود الدبلوماسية" على نحو ما صرح به المتحدث باسم الخارجية شين ماكورماك للصحفيين أمس.
وتشير أيضا إلى أن حضور مسؤول أميركي للمباحثات التي ستنعقد نهاية هذا الأسبوع قد يسكت الأصوات العالية داخل الولايات المتحدة وإسرائيل معا والمنادية بشن هجمات عسكرية ضد إيران بسبب توسعها في برنامجها لتخصيب اليورانيوم, وامتناعها عن تقديم توضيح كاف لأنشطتها "النووية المشبوهة" السابقة.
وخلصت نيويورك تايمز إلى أن العامل الحاسم بالقرار الأميركي لحضور اجتماع نهاية الأسبوع، كان على ما يبدو بسبب رد فعل إيران على توقيع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خطابا اعتبر ضمن جملة الحوافز السياسية والاقتصادية التي عرضتها الدول الست الكبرى في طهران الشهر المنصرم.