الصحف الأميركية ترحب بقرار إدانة البشير

رحبت الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء بقرار المحكمة الدولية الخاص بتوجيه اتهام للرئيس السوداني، ولكنها أيضا حملت مخاوف البعض وقلقهم من أن تلك الخطوة قد تكون عائقا أمام السلام في دارفور.
" على البشير ومن تسول له نفسه من أتباعه بارتكاب الجرائم أن يعرفوا أن ثمن ارتكاب الإبادة سيكون باهظا، وأنهم لن يجدوا مكانا للاختباء " نيويورك تايمز |
صحوة أممية!
أعربت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها عن تأييدها وترحيبها بقرار رئيس المحكمة الدولية الذي وجه تهما بالإبادة الجماعية للرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وقالت إن الأمم المتحدة كان دورها سلبيا في حرق القرى وقصف المدارس والاغتصاب المنظم للنساء في دارفور، وأعربت عن أملها بأن تشعر الأمم المتحدة أخيرا بالخزي من تلك الأعمال.
ودعت مجلس الأمن إلى اغتنام هذه الفرصة لممارسة الضغط على البشير كي يوقف مليشياته ويفسح المجال لانتشار قوات حفظ السلام في دارفور والبدء في محادثات سلام هناك، وقالت إن السودان إذا ما أبدى تعاونه، لمجلس الأمن فيمكنه حينئذ تعليق قرار المحكمة الدولية.
واختتمت بالقول إن على البشير ومن تسول له نفسه من أتباعه أن يعرفوا أن ثمن ارتكاب الإبادة سيكون باهظا، وأنهم لن يجدوا مكانا للاختباء.
مخاوف
صحيفة لوس أنجلوس تايمز نقلت وجهات نظر متفاوتة، فبينما يرحب البعض بمطالبة المحكمة الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني، يخشى آخرون من أن تلك الخطوة من شأنها أن تزيد الوضع سوءا في دارفور.
ورغم أن لدى البشير القليل من المؤيدين في المجتمع الدولي، كما تقول الصحيفة، فإن خطوة المدعي العام في المحكمة الدولية أحدثت انقساما في صفوف الجماعات الحقوقية والوكالات الأممية حول ما إذا كان الحكم سيشكل مصدر استقواء على الحكومة السودانية أم أنه سيشعل فتيل الفوضى.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب من جهته عن قلقه من وقوع عمليات انتقامية ضد قوات حفظ السلام والعاملين في وكالات الإغاثة بدارفور، ودعا الحكومة السودانية إلى توفير الأمن لهم.
غير أن المسؤول السابق في الخارجية الأميركية جون بريندرغاست الذي أسهم في جلب قضية دارفور إلى الساحة الدولية قال إن مساءلة القادة حول جرائم الحرب من شأنها أن تعزز السلام في النهاية، وأنها لن تكون عائقا أمام محادثات السلام في دارفور لأنها غائبة في الوقت الراهن.
أما المندوب الأميركي السابق لدى السودان فقال إن توجيه الاتهام إلى البشير فسيجعل التفاوض على التسوية السلمية مع الحكومة السودانية في غاية الصعوبة.
قرار صائب!
" رغم الخطر الذي قد يحدق بدارفور إثر اتهام البشير بجرائم الإبادة، فإن تحميله المسؤولية هو عين الصواب " بوسطن غلوب |
من جانبها أيضا رحبت صحيفة بوسطن غلوب في افتتاحيتها بالقرار وقالت إنه رغم الخطر الذي قد يحدق بدارفور إثر اتهام البشير بجرائم الإبادة، فإن تحميله المسؤولية كان عين الصواب.
ورأت أن تلك الخطوة قد تكون سببا لإقناع القادة العرب والأفارقة بممارسة الضغط على البشير لإبعاد قواته، كما أنها قد تردع "المجرمين في السلطة" مستقبلا عن ارتكاب القتل في صفوف مئات الآلاف من شعبهم.
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور عنونت تقريرها بتساؤل: هل هي خطوة نحو العدالة؟ لتنقل ما ذهب إليه منتقدو قرار المحكمة الدولية من أن اتهام الرئيس السوداني بجرائم حرب ربما يعرقل عملية السلام في دارفور.
وقالت إن توجيه الاتهام للبشير خطوة قانونية هامة قد تضع الاستقرار الفوري بالسودان في كفة وتحميل البشير مسؤولية الجرائم في دارفور في كفة أخرى.
ونقلت عن بعض الخبراء خشيتهم من أن هذه الخطوة ضد البشير قد تستخدم بديلا عن الضغوط الدبلوماسية والعسكرية لحل الصراعات في المنطقة.
ولم تذهب مجلة تايم في تقريرها بعيدا، إذ قالت تحت عنوان "تفضيل العدالة على السلام في دارفور" إنه قد يتم تحميل القائد السوداني مسؤولية الجرائم، ولكن ذلك ربما يجعل الصراع عصيا على الحل.
ووصفت المجلة توجيه الاتهام للبشير بأنه خطوة جريئة وتاريخية لأنها تحمل مخاطر سياسية وعملية.