صحف إسرائيل تنظر للمفاوضات من منظار التحقيق مع أولمرت
ما زالت قضية التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت في قضية فساد تطغى على اهتمامات الصحف الإسرائيلية، حتى إن الأنباء التي تحدثت عن تقدم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تم تفسيرها وفقا لحادثة التحقيق وليس بمنأى عنها. ولم تغفل الصحف إلى جوار هذه القضية الاحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس الدولة.
" الإشارات التي خرجت أمس الاثنين من مكتب أولمرت بتحقيق تقدم في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية يعود سببه إلى التحقيق الذي يواجهه أولمرت " يديعوت أحرونوت |
التحقيق ومحادثات السلام
فقد أسندت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى ما أسمتها محافل سياسية قولها إن الإشارات التي خرجت أمس الاثنين من مكتب أولمرت بتحقيق تقدم في المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية يعود سببه إلى التحقيق الذي يواجهه أولمرت.
وعزت هذه المحافل إلى نفس السبب تأكيد مكتب أولمرت عدم تحقيق أي تقدم في قضيتي القدس واللاجئين.
ونقلت صحيفة هآرتس عن وزيرة الخارجية الأميركية كونوليزا رايس شعورها بالقلق إزاء التحقيق الذي يخضع له أولمرت وإزاء الآثار السلبية التي يمكن أن يعكسها هذا التحقيق على المسيرة السلمية.
وتفيد الصحيفة نقلا عن مصادر فلسطينية أن رايس طلبت من إسرائيل والسلطة الفلسطينية الاتفاق في أقرب وقت ممكن على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأشارت إلى أن الوزيرة ترغب في تحقيق اختراق ذي مغزى قبيل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة في مسألة تعتبرها الولايات المتحدة هي الأسهل على الحل.
تطور دراماتيكي
وفي إطار متابعتها الحثيثة لقضية التحقيق مع أولمرت توقعت يديعوت أحرونوت أن تدخل القضية اليوم في تطور دراماتيكي وأن يتم اتخاذ إجراءات استثنائية.
فمن المتوقع طبقا لمصادر في الشرطة نقلت عنها الصحيفة أن يقرر اليوم المستشار القانوني للحكومة أن يحث رفع لائحة اتهام بحق أولمرت.
وركزت صحيفة معاريف في تتبعها للموضوع على السيناريوهات المتوقعة إذا وجه الاتهام رسميا لأولمرت وترتب عليه استقالة الأخير. وذكرت أن مسؤولين كبارا ينشغلون في هذه المسألة حاليا ويرون أن من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى تقديم موعد الانتخابات أو تشكيل حكومة بديلة يتوقع أن تتسلمها وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
" في مقال له في الذكرى الستين لقيام إسرائيل تغنى برلسكوني بالمثل والقيم الإسرائيلية التي ينبغي أن يفيد منها الشرق الأوسط، في حين أكد وزير الخارجية الألمانية في مقال آخر إدراك بلاده للمسؤولية التي تتحملها تجاه إسرائيل والتزامها بالدفاع عنها " |
الذكرى الستين
وفي موضوع آخر ما زالت الصحف الإسرائيلية تستذكر الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل عبر مقالات تدرس الحاضر والماضي. وفي هذا السياق اهتمت هآرتس بالوضع الاقتصادي للبلاد بعد ستين عاما.
ففي مقال لنحميا شترسلر بعنوان "لا استقلال ولا اقتصاد" رأى الكاتب أنه رغم الإنجازات في ميدان الاقتصاد خاصة والميادين الأخرى فإن النمو وسائر الإنجازات غير مستقرة بل تقف على دعائم هشة يمكن أن تسقطها أي ريح إقليمية.
ورأى الكاتب أن البلاد تتعرض لتهديدات أمنية كبيرة ومشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة، والأهم أنها دولة تتعلق بالعالم جداً، ولا سيما بالولايات المتحدة.
واختارت يديعوت أحرونوت بهذه المناسبة أن تستكتب زعماء وسياسيين من خارج إسرائيل عن هذه الذكرى، فخصصت اليوم مقالين أحدهما لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، والآخر لوزير الخارجية الألماني فرانك وولتر شتاينماير.
وبالطبع جاء مقالا الرجلين مدبجين بالمديح والتكريم، فقد تغنى الأول في مقال بعنوان "يوم ميلاد لنا جميعا" بالمثل والقيم الإسرائيلية التي ينبغي أن يفيد منها الشرق الأوسط، في حين أكد الآخر في مقال بعنوان "صداقتكم هدية لنا" إدراك بلاده للمسؤولية التي تتحملها تجاه إسرائيل والتزامها بالدفاع عنها.