حلفاء القاعدة في شمال إفريقيا تهديد لأوروبا
بعد التضييق عليها في العراق وباكستان، وجدت القاعدة في صحراء الجزائر الفسيحة أرضا خصبة لها في مساعيها لفتح جبهة جديدة على العتبات الجنوبية لأوروبا.
وذكرت صحيفة تايمز البريطانية اليوم الثلاثاء نقلا عن مصادر استخبارية ودبلوماسيين غربيين، أن ثمة قوة جديدة -وهي مجموعة جزائرية تطلق على نفسها اسم القاعدة في أرض المغرب الإسلامية- تهدف إلى خلق محور من النفوذ في شمال إفريقيا عبر نشر "رمز" أسامة بن لادن بين مختلف الجماعات المتطرفة.
من جانبه قال رئيس وكالة المخابرات الأجنبية الألمانية إرنيست أورلو "إننا نراقب نشاطات القاعدة في شمال إفريقيا بقلق شديد. فقد أصبحت ثلة من المجموعات تعمل من وراء حجاب هناك، وبدون مراقبة، وتعمل على تقوية شبكة بن لادن. ما يحدث هناك يجلب نوعا جديدا من الجهاد إلى عتباتنا".
المصادر الاستخبارية التي اتصلت بها الصحيفة في لندن وفرنسا وأسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة وحتى في شمال أفريقيا، أظهرت رؤية موحدة حول توصيف التهديد القادم من جماعة القاعدة في أرض المغرب الإسلامية.
وحسب مصدر استخباري غربي فإن ما يقض المضجع، ليس الأعداد التي تنتمي إلى تلك المجموعة، بل السرعة التي يتم فيها إعادة تنظيم المجموعة لنفسها في منطقة خرجت من صراع حصد أكثر من 200 ألف شخص في العقد الماضي.
وبينما تستمر تلك المجموعة من القاعدة بشن هجماتها على القوات الجزائرية، فإنها توسع رقعة نشاطها ليمتد إلى أهداف غربية باستخدام أساليب تم تجريبها في العراق: الهجمات الانتحارية ومجموعة من التفجيرات المتنوعة.
وقال المصدر نفسه إن هذه المجموعة تزداد تعقيدا، وهذا يقدم لنا صورة مقلقة جدا، "لا سيما أنهم فعلوا كل ذلك في وقت قصير، باستخدام الانترنت حيث يستطيعون تنظيم وتحميل أشرطة تسجيل للتدريب، وتجنيد عناصر عبر منتديات مشفرة".
ومضى يقول إن "ثمة توجهات مقلقة تشير إلى أنهم يدربون آخرين من دول الساحل وبلاد المغرب: تونس والمغرب والجزائر وليبيا والنيجر وتشاد والسنغال وموريتانيا وبوركينا فاسو".
وبالنسبة للمواد الكيماوية التي تستخدم لصنع القنابل تصل إلى الجزائر عبر طرق التهريب الصحراوية التقليدية القادمة من شرق إفريقيا، وهذه الطرق تجذب بدو الطوارق تحت نفوذ تلك الجماعات، وما أدى إلى ما يعرف بزواج المصالح.