عراقيات يرفضن إجراء عمليات قلب لأطفالهن في إسرائيل

r : Kirwan, an 11-year-old Kurdish boy from northern Iraq, undergoes emergency heart surgery at an Israeli hospital in Holon, near Tel Aviv October 15, 2007. Two Iraqi children

أم عراقية: علاج ابنتي في إسرائيل وصمة عار لن أقبلها (رويترز-أرشيف) 

وصل بغض العراقيين لإسرائيل حدا جعل كثيرا من ذوي الأطفال الذين يعانون من مرض ثقب القلب الخلقي يرفضون السفر إلى تل أبيب لإجراء عمليات تنقذ أطفالهم من الموت, هذا ما ورد في صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

الصحيفة قالت إنه منذ أن دمر الأميركيون عام 2003 عيادة القلب الرائدة التي كانت تجري مثل هذه العمليات، فإن بعض العراقيين قبلوا العرض الإسرائيلي مع رفض الكشف عن المكان الذي عولج فيه أطفالهم, لكن كثيرا من الآباء فضل عناء البحث عن العلاج في البلدان العربية رغم المبلغ الكبير الذي تكلفه عملية القلب المذكورة (أكثر من عشرين ألف دولار في العيادات الخاصة).

وأرجعت صنداي تايمز سبب تفضيل العراقيين تكلف هذا المبلغ الهائل بدل العلاج المجاني في تل أبيب إلى خشيتهم من وصمة العار التي ستلحقهم إن قبلوا العلاج في إسرائيل.

وأوردت الصحيفة قصة الطفلة العراقية سارة, البالغة من العمر سنتين والتي تحتاج عملية لعلاج خلل في صمام القلب, فقالت إن أم هذه الطفلة واسمها شعثاء أخذتها إلى الأردن, حيث أجريت لها اختبارات أولية.

لكنها عندما علمت أن العلاج سيكون في مركز وولفسون بإسرائيل رفضت ذلك قائلة إنها لم تكن تعلم قبل التوجه إلى الأردن أن العملية ستكون في إسرائيل.

"
الآن بعد أن نجحت في إرسال ابني إلى الجزائر يمكنني أن أنام بضمير مرتاح ورأس مرفوع بدل الإحساس بالذل والهوان الذي كان سيخلفه لدي علاج ابني في إسرائيل
"
أم أحمد

شعثاء بررت موقفها بالقول "نحن أعداء إسرائيل حتى قبل أن نولد, ونعتقد جازمين أنهم أعداؤنا, ولا يمكن تغيير ذلك بين عشية وضحاها".

وتنوي شعثاء الآن التوجه إلى الجزائر لعلاج ابنتها ضمن 14 طفلا تبرعت الجزائر بعلاجهم.

وقد رفضت زميلة شعثاء وهي عراقية من كركوك العرض الإسرائيلي لعلاج ابنها أحمد.

وقالت أم أحمد بعد أن ضمت ابنها لمن سيعالجون في الجزائر "الآن يمكنني أن أنام بضمير مرتاح ورأس مرفوع بدل الذل والهوان الذي كان سيخلفه لدي علاج ابني في إسرائيل".

لكن بعض الأسر وجدت نفسها مضطرة لقبول العرض الإسرائيلي, فها هو محمد, عامل الإغاثة الكردي, يقول بعد أن أرسل ابنته للعلاج في إسرائيل "لم أفكر عندما قبلت العرض الإسرائيلي في ردة فعل أقاربي, فقد كنت خلال السنتين الماضيتين أتابع حالة ابنتي وهي تموت أمام عيني, وليقل لي الآخرون كيف كانوا سيتصرفون في مثل هذه الحالة"؟

لكن أم مصطفى التي أجريت لابنها عمليتي قلب خلال ستة أشهر في إسرائيل, -وهي من كركوك- تقول "إن ما يؤرقني ويفسد تمتعي بإنقاذ ابني من الموت هو الثأر الذي يتوقع أن تتعرض له عائلتي في العراق".

إعلان
المصدر : تايمز

إعلان