سباق نووي في الشرق الأوسط للحاق بإيران

Iran's representative to the International Atomic Energy Agency, Ali Asghar Soltanieh (2nd R), listens to journalist's questions during a tour of the uranium conversion facility in Isfahan, 450 kilometers south of Tehran

كشف إسرائيل وإيران عن الجزء العسكري لبرنامجهما الذري سيؤجج السباق النووي في الشرق الأوسط  (رويترز-أرشيف)

أكد تقرير نشره أمس المعهد الدولي للسياسات الإستراتيجية أنه لم يبق بلد في الشرق الأوسط تقريبا إلا أعلن عن خطط للحصول على الطاقة الذرية في غضون مدة لا تزيد على السنة, مما قد يفتح الباب أمام سباق تسلح في هذه المنطقة التي تعتبر أكثر المناطق تزعزعا في العالم.

وذكرت صحيفة غاريان التي أوردت الخبر أن نجاح إيران في تخضيب اليورانيوم بعث على القلق في إسرائيل, التي تمتلك ترسانة نووية غير معلنة, وكذلك في الدول العربية.

وأكد المركز أنه فيما بين فبراير/ شباط 2006 ويناير/ كانون الثاني 2007 أعلن 12 بلدا عربيا إضافة إلى تركيا عن اهتمام خاص بتطوير طاقة نووية.

ورأى المركز أن ظاهرة الاهتمام المذكورة جلبت معها خطر "شلال انتشار" الأسلحة النووية عبر المنطقة, رغم تأكيده أن خطر الانتشار المذكور "حقيقي لكن ليس وشيكا"، إذ إنه لا تزال هناك عوائق في وجه بناء مفاعلات نووية كما أنه لا توجد بالضرورة علاقة بين بناء المفاعلات النووية للأغراض السلمية وبين صناعة القنابل النووية.

إلا أن التقرير يجزم أن الحافز الحقيقي لهذه الدول هو تحقيق هدف إستراتيجي وليس تلبية احتياجات للطاقة.

وحسب الصحيفة فإن مستوى الطموحات النووية يختلف من بلد لآخر, فالإمارات العربية المتحدة وليبيا وقعتا اتفاق تعاون مع فرنسا في هذا المجال, ووقعت البحرين نفس الاتفاق مع الولايات المتحدة بينما أعلنت كل من مصر والمغرب وتركيا عن خطط لامتلاك مفاعلات نووية في غضون العقد القادم, كما بدأت تونس دراسة جدوى لمشروع نووي, فيما كشفت كل من الجزائر والأردن نيتهما السعي للحصول على الطاقة النووية.

وقد أدى استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم إلى تزايد توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ونسبت الصحيفة للإذاعة الإسرائيلية قولها أمس إن مسؤولا أميركيا أخبر الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي بأن الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني لا يزالان مصممين على توجيه ضربة عسكرية لإيران.

لكن البيت الأبيض نفى هذه المعلومات وأكد أنه ملتزم بالضغط الاقتصادي والدبلوماسي لإجبار إيران على الإذعان لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة ببرنامجها النووي.

عواقب وخيمة

"
الحكومات العربية ستجد نفسها تحت ضغط هائل لبناء مفاعلاتها النووية للأغراض العسكرية وبهذا يكون السباق النووي قد انفجر في هذه المنطقة التي تعتبر الأكثر تقلبا في العالم
"
ديلي تلغراف

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مدير المركز جون تشيبمان قوله إن مصر بحكم امتلاكها أرضية صلبة في مجال التكنولوجيا ستكون سباقة إلى بناء قنبلة نووية.

وتنبأت الصحيفة بأن يمثل أي إعلان لإيران بأنها امتلكت سلاحا نوويا إلى دفع إسرائيل إلى الإقرار ببرنامجها النووي العسكري.

غير أن مثل هذا الإعلان ستكون له عواقب وخيمة, إذ إن الحكومات العربية ستجد نفسها تحت ضغط هائل لبناء مفاعلاتها النووية للأغراض العسكرية وبهذا يكون السباق النووي قد انفجر في هذه المنطقة التي تعتبر الأكثر تقلبا في العالم.

لكن المركز الدولي للدراسات نبه إلى أن جل الدول العربية بدأت طموحاتها النووية من "مراحل بدائية" تفتقد للتكنولوجيا والعلماء المدربين القادرين على تحقيق هذا الطموح, كما أنه لا تزال إمكانية وضع نظام رقابة صارم للحيلولة دون تحويل الطاقة النووية من الأغراض المدنية إلى الأغراض العسكرية ضعيفة.

إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان