بوش ينتقد قادة العرب لبطء الإصلاحات

أيقونة الصحافة الاميركية
كان لجولة الرئيس بوش بدول الشرق الأوسط النصيب الأكبر في الصحف الأميركية اليوم، حيث ركزت معظمها على انتقاده للقادة العرب على تلكؤهم في تحقيق تقدم ديمقراطي في بلادهم وتكميم أفواه المعارضة, وطالبهم بالإسراع في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتحريضه على الوقوف في وجه طموحات إيران النووية.
 
مديح وانتقاد

"
هناك شك قوي يخيم على المنطقة من قدرة بوش على تأمين اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني قبل انتهاء فترة ولايته الثانية بعد تسعة أشهر
"
كريستيان ساينس مونيتور

كتبت كريستيان ساينس مونيتور أن الرئيس بوش في ختام جولته للشرق الأوسط، انتقد القادة العرب على تلكؤهم في تحقيق تقدم ديمقراطي مقارنة بالتناقض الحاد في مدحه لإسرائيل.

 
ففي المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ أمس، بدأ بوش كلمته بمدح إسرائيل وختمه بانتقاد جيرانها العرب.
 
وقال الرئيس "في الشرق الأوسط غالبا ما تتشكل السياسة من قائد في السلطة والمعارضة في السجن".
 
وذكرت الصحيفة أن مصر -المضيفة للقمة- اعتبرت هذا التعليق من جانب بوش انتقادا لها. وأضافت أن واشنطن كانت تضغط بهدوء على الحكومة لإطلاق سراح أيمن نور المسجون منذ أن رشح نفسه أمام حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية عام 2005.
 
فبينما كانت رسالته عن الحرية والديمقراطية بالعالم العربي شيئا ثابتا أثناء إدارته، لم تلق الكلمات التي ألقاها هنا موبخا فيها القادة العرب ترحيبا لدي الكثيرين خاصة وأنهم جاؤوا في أعقاب ملاحظاته الإطرائية لإسرائيل بالذكرى الستين لإقامتها حيث امتدحها الخميس الماضي بأنها "أرض الشعب المختار" ولم يذكر الفلسطينيين سوى مرة واحدة.
إعلان
 
وأوضحت كريستيان ساينس مونيتور أن هناك شكا قويا يخيم على المنطقة من قدرة بوش على تأمين اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني قبل انتهاء فترة ولايته الثانية بعد تسعة أشهر، وأن هذا الإحساس كان ملموسا لدى أغلب المؤتمرين.
 
ومن جهته لم يخف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خيبة أمله من ملاحظات بوش بالقدس عندما قال "نحن لا نريد أن يتفاوض الأميركيون نيابة عنا. كل ما نريده منهم أن يقفوا بجانب شرعيتنا وأن يكون لديهم أدني حد من الحيادية".
 
وختمت الصحيفة بهجوم بوش على إيران وسوريا لدعمهما حزب الله ودوره في تأجيج الصراع في لبنان عندما قال "لقد بات واضحا الآن أكثر من أي وقت مضى أن مليشيات حزب الله هي عدو لبنان الحر وكل الأمم، خاصة الجيران في المنطقة الذين يبدون اهتماما لمساعدة الشعب اللبناني على أن يسود".
 
مزاج مختلف
ومن جهتها كتبت لوس أنجلوس تايمز أن الرئيس ختم رحلته الشرق أوسطية بتوجيه النقد للدول العربية على قمعها السياسي، وحثها على إجراء إصلاحات اقتصادية وحقوق المرأة.
 
وقالت الصحيفة إن خطاب بوش في منتجع شرم الشيخ أمس بلور نهجا رأي فيه العرب تحيزا واضحا لإسرائيل في مقابل مصالحهم واهتماماتهم، وإن لغته كانت بطريقة أو بأخرى داعمة لذلك، لكن توصيفه للمنطقة كان تحديا واضحا لحلفاء واشنطن مثل مصر والسعودية.
 
وأشارت إلى قول الرئيس إن "أميركا مهتمة كثيرا بمحنة السجناء السياسيين في هذه المنطقة، وكذلك النشطاء الديمقراطيين الذين يلاحقون أو يقمعون، والصحافة ومنظمات المجتمع المدني التي يتم إغلاقها، والمنشقين الذي تكمم أفواههم".
 
ووصفت لوس أنجلوس تايمز مزاج بوش بأنه كان مختلفا اختلافا واضحا عما كان عليه الأربعاء الماضي عندما بدأ جولته للمنطقة بتهنئة إسرائيل بالذكرى الستين لإقامتها، والترحيب الحار الذي لقيه بالكنيست على عبارة "يوم استقلال سعيد" التي ألقاها باللغة العبرية.
إعلان
 
وأضافت أن الصحف العربية أدانت ما اعتبرته عناقا حارا من الرئيس لإسرائيل وعدم فهم للقضية الفلسطينية ولومها لإدارة بوش على هذه المحاباة لسنوات، وعلى ملاحظات الأحد التي بدت مؤكدة لهواجس الرئيس عن العالم العربي بينما أثنى على الإمكانات الاقتصادية.
 
فقد قال غسان الخطيب عضو مجلس الوزراء الفلسطيني السابق والمحاضر حاليا في جامعة بيرزيت "لقد ظهر الرئيس على حقيقته في النهاية. ربما لأن هذه هي نهاية مستقبله السياسي. هذا هو فعلا. هذا هو جورج بوش الإنسان وليس السياسي… كنت أعتقد دائما أنه مسيحي صهيوني وأيديولوجي أصولي".
 
وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن كثيرين في العالم العربي يعتقدون أن فترة حكم بوش لم تثمر مكاسب حقيقية، بل إخفاقات دبلوماسية كثيرة.
 
الديمقراطية الحقيقية
أما واشنطن تايمز فكتبت أن بوش دعا زعماء الشرق الأوسط أمس لوقف قمع شعوبهم والوقوف معا ضد إيران، وذلك بعد أيام على خطابه الذي ألقاه في إسرائيل واعتبره كثيرون بالعالم العربي مؤيدا لتل أبيب بطريقة مستفزة.
 

"
بوش دعا زعماء الشرق الأوسط أمس لوقف قمع شعوبهم والوقوف معا ضد إيران، وأن تتوحد كل دول المنطقة في مواجهة حماس
"
واشنطن تايمز

وقالت الصحيفة إن الرئيس ختم جولته للمنطقة بتأكيده أن "الوقت قد حان لدول الشرق الأوسط أن تتخلى عن هذه الممارسات وتعامل شعوبها بالكرامة والاحترام الذي يستحقوه".

 
وفي إشارة منه إلى أن الديمقراطية تعنى أكثر من إجراء انتخابات، قال بوش "الديمقراطية الحقيقية تشمل تعدد الأحزاب التي يسمح لها بالنقاش بحرية كما تشمل مؤسسات مدنية تضمن قانونية الانتخابات وتحاسب القادة وأيضا انتخابات يتحرر فيها مرشحو المعارضة من التهديد والتنكيل".
 
وأوضحت واشنطن تايمز أن كلمات الرئيس عن الديمقراطية الحقيقية شملت أيضا إشارة واضحة إلى حركة حماس "الإرهابية" الفلسطينية التي "تدعو لتدمير إسرائيل وقتل كل اليهود".
 
فقد قال بوش "يجب على كل دول المنطقة أن تتوحد في مواجهة حماس التي تحاول تقويض جهود السلام بعمليات إرهابية وعنف. وكل دولة مسالمة في المنطقة لها مصلحة في معارضة طموحات إيران النووية. والسماح لراعية إرهاب عالمية كإيران لامتلاك سلاح نووي فتاك سيعتبر خيانة لا تغتفر لأجيال المستقبل".
إعلان
 
وركز الرئيس في خطابه على أن دول الشرق الأوسط في مؤخرة الدول النامية وأنها لا تستطيع الاعتماد على ثروتها النفطية للأبد. وسعى لإقناع القادة العرب بأن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ستجعل المنطقة مركزا للتقدم والإنجاز.
المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان