خطة بلير إيماءة احتفاء بمقدم بوش للمنطقة

أيقونة الصحافة البريطانية

ما بشر به مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط من إزالة إسرائيل الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية وما سيصاحب ذلك من تخفيف لمعاناة الفلسطينيين، قد لا يعدو إزالة حاجز واحد فقط من أصل 580, في حين يعتبر الفلسطينيون أنفسهم في حكم الأموات بعد أن بلغ السيل الزبى وفارق الحزام الطبيين, هذا ما يستنتج من تغطية الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء لأخبار الشرق الأوسط.

"
نحن في حكم الأموات فلا مال لدينا ولا شيء على الإطلاق سوى الإنهاك والاستنزاف
"
أبو معتق/غارديان

أمل حذر
فبالنسبة لأحمد أبو معتق الذي فقد أربعة من أطفاله وأمهم في انفجار قنبلة أمام بيتهم على أثر توغل إسرائيلي في بيت حانون قبل عشرة أيام, المهم الآن هو أن تتمكن ابنته أسماء التي أصيبت بجراح خطيرة في ذلك الانفجار من الأكل.

ورغم تأكيد منظمات إنسانية إسرائيلية وغيرها أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عما حدث لأسرة أبو معتق، فإن هذا الأخير أكد لصحيفة غارديان أنه لم يتلق أي اعتذار من الجيش الإسرائيلي.

وبحسرة عبر أبو معتق للصحيفة عن اليأس الذي ينتاب غالبية الفلسطينيين قائلا "نحن في حكم الأموات فلا مال لدينا ولا شيء على الإطلاق سوى الإنهاك والاستنزاف".

هذا الوضع يتطلب، حسب برونوين مادوكس في صحيفة تايمز، "ترتيب" إيماءة باتجاه التقدم للاحتفاء بالرئيس الأميركي جورج بوش يوم وصوله إلى الشرق الوسط, رغم ضآلة فرص تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه السلام في السبعة أشهر الباقية على ولايته.

فما أعلن عنه مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير أمس من تخفيف لبعض قيود السفر والتجارة بالضفة الغربية لم يأت من فراغ, وإن كان المبعوث توخى الحذر كي لا يبعث على الأمل في منطقة يعتبر أي شيء غير التشاؤم مدعاة للسخرية.

"
أي تفجير انتحاري يقدم عليه أحد الفلسطينيين قد يقضي على خطة بلير في مهدها
"
هايدر/تايمز

اختيار جنين
لكن الذي أثار دهشة المعلقة هو اختيار مدينة جنين المضطربة ميدانا لتجربة مثل هذه الخطة التي يعتبرها بلير مقياسا لمدى تأثير تنمية الاقتصاد الفلسطيني عبر خطوات صغيرة جدا على تعزيز فرص السلام.

مادوكس رأت أن القصور الذي اتسمت به هذه الخطة وما يواجهها به المسؤولون الإسرائيليون من تشكيك يجردها من جل قيمتها, بل إن الأهم من ذلك هو إن كانت مهمة بلير الجديدة لا تزال ذات قيمة أصلا أم أن الاقتصاد الفلسطيني تمزق إلى درجة لم يعد بإمكانه أن يستعيد عافيته في غياب تقدم سياسي جوهري.

ورغم علات هذه الخطة فإن صحيفة ديلي تلغراف أكدت أن إسرائيل لم توافق سوى على إزالة حاجز واحد مع نهاية الأسبوع الحالي رافضة الالتزام بتحديد أي تاريخ لإزالة الحواجز الأخرى التي وعدت بالنظر في إمكانية تفكيكها.

وتتسم هذه الخطة بهشاشة شديدة, إذ يعتقد جيمس هايدر من صحيفة تايمز أن أي تفجير انتحاري يقدم عليه أحد الفلسطينيين قد يقضي عليها في مهدها.

بل إن هناك خشية لدى البعض من أن تحتل حركة حماس الضفة الغربية كما فعلت بغزة, إذ أكد عدد من القادة العسكريين الإسرائيليين لهايدر أن الاحتلال هو وحده ما يحمي الضفة من الوقوع بيد حماس.

إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان