إيران تبني نفوذا شيعيا في المنطقة بمساعدة حزب الله

15/5/2008
تناولت كريستيان ساينس مونيتور بالرأي ما أسمته بناء إيران نفوذا شيعيا في المنطقة بمساعدة وكيلها حزب الله "الإرهابي".
وقالت الصحيفة إن الحكومة الشيعية المتشددة في إيران أحرزت تقدما في الصدام السني الشيعي الكبير الذي يعصف بالشرق الأوسط، حيث أوضحت إيران أنها تستطيع أن تكون القوة الحقيقية في لبنان من خلال مقاتلي حزب الله وأن الأمر لم يستغرق سوى أيام قليلة للقيام بذلك.
وأشارت إلى مهاجمة مقاتلي حزب الله الشيعي الأسبوع الماضي لمؤيدي الديمقراطية الضعيفة الموالية للغرب، التي نبتت من "ثورة الأرز" عام 2005 وهي الحكومة السنية التي يقودها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
فقد دحر حزب الله خصومه وقتل العشرات مما أثار حالة من الخوف بأن لبنان على وشك حرب أهلية طائفية يمكن أن تكون مدمرة كالتي حدثت في الفترة من عام 1975 إلى 1990.
لكن الحرب الأهلية -على مايبدو- لم تكن في حسبان حزب الله. ولكن مجرد انقلاب دخول وخروج سريع يوضح تفوق الحزب عسكريا (بمباركة إيران وسوريا) بعد إعلان الحكومة عدم قانونية شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير المطار القريب من الحزب. وببراعته الفائقة يستطيع حزب الله الآن ابتزاز الحكومة لمنحه المزيد من السلطة السياسية.
إعلان
وأضافت كريستيان ساينس مونيتور أن القتال قد هز بعمق الحكومات العربية السنية في الشرق الأوسط مثل السعودية ومصر، اللتين استقبلتا الأمر بأن إيران سائرة قدما إلى المنطقة.
واعتبرت أن الأمر حقيقي. فبما أن عدو إيران اللدود، صدام حسين، أسقطه الغزو الأميركي للعراق، أصبح أمام طهران فسحة أكبر للمناورة لنشر نوع خاص من الحماسة الدينية. ومن أجل تغيير الأداء الاقتصادي الكئيب داخليا، تعمل طهران على تعزيز نفسها بتحدث أعدائها في الخارج: العرب السنة وإسرائيل والغرب.
فقد سببت إيران إزعاجا مستمرا للولايات المتحدة في العراق بتسليح وتأييد المسلحين الشيعة هناك، وها هي تزيد معونتها لطالبان في أفغانستان.
ثم ها هي حماس في غزة، الحركة الإرهابية الأخرى المعادية لإسرائيل التي تقاتل نيابة عن إيران. "فقد شهدت السنوات السبع الأخيرة زيادة هامة في كم المساعدة التي تمنحها إيران لحماس"، كما قال إليوت أبرامز مستشار الأمن القومي للرئيس بوش الذي يزور الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وقالت كريستيان ساينس مونيتور إن إيران تقوم الآن بضخ أسلحة في لبنان، حيث تستطيع استعراض عضلاتها الشيعية أمام المجموعات الطائفية الأخرى وأمام إسرائيل، إذا قررت مهاجمة برنامج إيران النووي كما فعلت في سوريا والعراق.
وأشارت إلى أن حزب الله مسلح تسليحا جيدا ومنظم تنظيما عاليا ولن يقدر أو يرغب أحد في نزع سلاحه، ولا حتى الجيش اللبناني، ولا إسرائيل التي فشلت في هزيمته عام 2006، ولا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ولا حتى الولايات المتحدة الغارقة في مستنقع العراق والتي تتذكر جيدا قصف ثكنات قوات المارينز في بيروت عام 1983.
وقالت إن محاولة الحكومة اللبنانية لإضعاف قدرات حزب الله العسكرية هي التي أشعلت هجوم الأسبوع الماضي في المقام الأول.
إعلان
وشككت الصحيفة في مصداقية الجامعة العربية التي أرسلت مفاوضين للبنان هذا الأسبوع وتساءلت كيف تستطيع الجامعة تعزيز مشاركة السلطة الديمقراطية في لبنان في الوقت الذي يتسلط فيه قادتها على بلادهم؟
وختمت الصحيفة بأن المطلوب الآن هو المزيد من التأييد لديمقراطية لبنان، سواء كان هذا في صورة المزيد من مساعدات التنمية أو المزيد من التدريب والأسلحة للجيش اللبناني.
المصدر : الصحافة الأميركية