واشنطن بوست: سوريا بذلت جهودا جبارة لإخفاء مفاعلها

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها اليوم إن سوريا بذلت جهودا فوق العادة لإخفاء الأعمال التي كانت تقوم بها لبناء مفاعل نووي لإنتاج معدن البلوتونيوم عن أنظار الجواسيس في السنوات الأخيرة.
وذكرت الصحيفة –نقلاً عن تقرير سيصدر هذا الأسبوع عن معهد العلوم والأمن الدولي– أن فعالية هذا النوع من التمويه تثير مزيدا من الشكوك حول احتمالات نجاح بعض عمليات التفتيش التي قد تجرى مستقبلاً على أنشطة سرية مرتبطة بأسلحة نووية.
وكان مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الأميركية نشروا الشهر الماضي صورا قالوا إنها لإحدى المنشآت السورية قبل قيام إسرائيل بقصفها في سبتمبر/أيلول وإسراع الحكومة السورية بإزالة الموقع بالجرافات بمجرد كشف النقاب عن الغارة.
ونسبت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين –لم تكشف عن هويتهم- قولهم إن المنشأة عبارة عن مفاعل نووي كان على وشك الاكتمال وساعدت كوريا الشمالية على بنائه وزودته بسقف وجدران للتمويه غيّرت من شكله عند مشاهدته من الأعلى.
وجاء في التقرير الذي أعده كل من ديفد أولبرايت وبول برانان أن المهندسين السوريين قطعوا "أشواطا مذهلة" لإخفاء أجهزة التبريد والتهوية وخطوط الكهرباء وبعض المعالم الأخرى التي تشكل علامات بارزة لمفاعل نووي.
وضرب التقرير مثلا على ذلك بالمبنى الرئيسي الذي يبدو صغيرا وسطحيا من الجو ولكنه واضح أنه شيّد فوق غرف ضخمة تحت الأرض –على عمق عشرات الأمتار– تصلح لمفاعل نووي وخزان احتياطي للمياه وبرك لقضبان الوقود المستنفد.
وقالت الصحيفة إن شبكة واسعة من خطوط الكهرباء دفنت على ما يبدو في خنادق، وإن أبراج التبريد بالمياه التقليدية استبدلت بأجهزة تحت الأرض تفرغ مياهها في نهر الفرات.
ونقلت واشنطن بوست عن أولبرايت -وهو مفتش أسلحة سابق في الأمم المتحدة– القول إن النتائج التي استخلصها لم تستند فقط على الصور الفوتوغرافية للموقع السوري بل أيضا على المقابلات التي أجراها مع مسؤولين حكوميين راقبوا عن كثب المنشأة أثناء بنائها.