الجمهوريون يستعدون للهجوم على أوباما

12/5/2008
سلطت جل الصحف البريطانية اليوم الاثنين اهتمامها على سباق الانتخابات الأميركية وقرب حسم أوباما معركة الترشيح الديمقراطية وسقوط هيلاري كلينتون الوشيك, وانتهاء أسطورة آل كلينتون, واستعداد الجمهوريين لشحذ أسلحتهم للهجوم على أوباما.
مخاوف عميقة
كتبت ديلي تلغراف أن كبار الجمهوريين عبروا عن مخاوف عميقة أمس بشأن ترجيحات مرشحهم جون ماكين أمام باراك أوباما في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادمة.
" كبار الجمهوريين عبروا عن مخاوف عميقة أمس بشأن ترجيحات مرشحهم جون ماكين أمام باراك أوباما في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادمة " ديلي تلغراف |
فبينما يتباري أوباما والسيدة كلينتون في انتخابين تمهيديين آخريين في ولايتي أوريغون ووست فرجينيا غدا، سيحاول الجمهوريون التمسك بالمقعد النيابي في انتخاب مسيسيبي الثانوي، باعتبار خسرانهم انتخابين ثانويين آخريين في المناطق الجمهورية القوية سابقا.
وفي حين اعتقد كثيرون أن السيدة كلينتون فقط هي التي ستشكل تحديا كبيرا لماكين، ها هو أوباما الآن قد هيأ لنفسه تقدما محدودا، ولكنه متين، ثلاثي النقاط على المرشح الجمهوري في استطلاعات الرأي المحلية.
كذلك تدرك الأصوات المتمرسة في الحزب أن مهارات الديمقراطيين في جمع أموال الحملات الانتخابية من المحتمل أن تمنح أوباما ما يقارب ثلاث ميزات مالية إلى واحد في الانتخابات العامة.
إعلان
وفي إشارة إلى أن السيدة كلينتون بدأت تتقبل قدرها، فقد أشارت إلى حملتها بصيغة الماضي خلال عطلة نهاية الأسبوع وبدلا من تكرار هجومها على خصمها، تحدثت عن الحاجة إلى توحيد الحزب.
وختمت ديلي تلغراف بأنه مع تحويل أوباما تركيز حملته على ماكين، يواجه الجمهوريون أعلى معدلات استهجان مر بها رئيس، جورج بوش، في الذاكرة الحية وفي آخر استطلاع رأي حيث قال 80% إن الدولة كانت تسير في الاتجاه الخطأ.
أوباما وماكين
كذلك كتبت غارديان أن أوباما، وهو ينظر إلى ما بعد تمهيديات الغد ضد هيلاري كلينتون، بدأ أمس يستعد لسلسلة المناظرات الصيفية ضد المرشح الجمهوري جون ماكين.
وقالت الصحيفة إن معسكر أوباما عزز مطالبته بالترشيح الديمقراطي وبدأ بالكشف عن إستراتيجيته لانتخابات الرئاسة القادمة.
فقد بلغ أوباما يوم السبت الماضي معلما هاما عندما تفوق على ميزة كلينتون الكبرى بين كبار المندوبين والمسؤولين الديمقراطيين المنتخبين والكبار المتحررين في تأييدهم للمرشح الذي يختارونه.
وأشارت غارديان إلى أن أوباما يتقدم على كلينتون الآن في كل السباقات: المندوبين الموثوقين وكبار المندوبين والتصويت الشعبي. ولم يتبق له سوى 161 مندوبا حتى يصل إلى الـ2025 المطلوبين للترشيح.
وقالت إن أوباما وسع جولة سفره للولايات التي ستكون حاسمة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني وأعلن تخطيطه للذهاب بحملته إلى الولاية الترجيحية في الغرب الأوسط ميسوري، حيث يأمل أن يعزز من موقفه بين الطبقة العاملة البيضاء الذين كانوا يميلون حتى الآن نحو كلينتون.
انقراض سلالة
أما صحيفة إندبندنت فقد علقت على عناد هيلاري كلينتون ورفضها قبول موتها سياسيا الذي بات واضحا للجميع إلا هي، بأن هناك جانبا أوسع لهذه الدراما السياسية الكبيرة، وهو الإحساس بأنها ليست مجرد حملة انتخابية قاربت على الانتهاء ولكن أيضا نهاية سلالة سياسية.
إعلان
" |
فبينما هزيمة كلينتون المحتومة على أيدي باراك أوباما قد اقتربت، فإننا نشهد السقوط السياسي المروع لبيت آل كلينتون.
وأشارت الصحيفة إلى تاريخ هيلاري كلينتون السابق بأنها منذ أن كانت سيناتورة لولاية نيويورك كانت عيناها على البيت الأبيض من اللحظة الأولى التي وصلت فيها إلى البرلمان عام 2001 واستمرت على هذا النهج منذ ذلك الحين. فقد اهتمت كثيرا بتلميع صورتها كخبيرة محنكة في الأمن القومي وكان هذا الاهتمام أوضح ما يكون في تصويتها عام 2002 لتأييد الحرب في العراق. واليوم هذا التصويت -ورفضها الإقرار بأنها كانت على خطأ- قد يكون فيه نهايتها على يدي أوباما.
وقالت إندبندنت إن كارثة العراق عجلت ببحر من التغيير في السياسة الأميركية خرج منه أوباما بأنه هو المستفيد وهو عنوان هذا التغيير الجيلي والأيديولوجي الذي تتحرك فيه الدولة ناحية اليسار.
فلم يعد الديمقراطيون جنسا مهددا بالانقراض، أرغم على تغيير آرائه تبعا للظروف والمساومة للبقاء في سباق الانتخابات. فقد أفلس المحافظون فكريا وفي كل قضية كبيرة من السياسة الخارجية إلى الاقتصاد، ومن الصحة إلى العناية بالتعليم وأصبحت الأفكار الديمقراطية هي السائدة.
هجوم شرس
وأخيرا كتبت تايمز أن الجمهوريين جاهزون لاتهام باراك أوباما بأنه صوت جديد لأفكار قديمة وعليه أن يعد نفسه الآن لهجوم شرس من الجمهوريين الذين يرسمون بالفعل خطتهم التفصيلية لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعتقد إستراتيجيو جون ماكين أن أوباما هدف سهل يمكن تصويره بأنه غر بالسياسة الخارجية وأنه ليبرالي بعيد عن اهتمامات الناخبين.
ومن جهته بدأ أوباما يشحذ هجماته ضد ماكين الذي قال عنه إنه يترشح "لفترة بوش ثالثة" وأنه يمثل نهج "روتين العمل اليومي" في سياسة واشنطن.
وقالت تايمز إنه من المتوقع أيضا أن تركز حملة أوباما على قضية عمر ماكين -71 عاما- وإلى أي مدى يمكن أن تكون قضية بتقديم أوباما كبديل "للتغيير الجيلي".
إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية