واشنطن.. إدارة الأزمات لا حلها
فاطمة الصمادي-طهران
طريقة واشنطن في التعامل مع الأزمات الدولية، واحتفالات إيران باليوم الوطني للطاقة النووية والجلسة الأولى لمجلس الشورى بعد عطلة طويلة إضافة إلى حملة ستنفذها الشرطة الإيرانية ضد "الحجاب السيئ" موضوعات شكلت أبرز ما تحدثت عنه الصحافة الإيرانية اليوم الاثنين.
واشنطن وتعميق الأزمات
" الإدارة الأميركية خاصة في العقود الأربعة الأخيرة لم تسع إلا نادرا لحل المشكلات الدولية بل إنها تنظر إليها كمصدر مهم لتحقيق الربح " كيهان |
في مفكرتها اليومية تساءلت كيهان عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تسعى لإطالة عمر الأزمات الدولية، وقالت: إدارة الأزمة وليس حلها هي ميزة السياسة الخارجية لواشنطن، مذكرة بما قاله هنري كيسنجر عندما كان وزيرا للخارجية "إننا يجب ألا نساهم بحل الأزمات إذ تخدم المصالح الأميركية وإنما علينا فقط أن نديرها".
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية خاصة في العقود الأربعة الأخيرة لم تسع إلا نادرا لحل المشكلات الدولية، بل إنها تنظر إليها كمصدر مهم لتحقيق الربح.
وأوضحت من خلال تحليلها لمحتوى التصريحات الأميركية بشأن أزمة البحارة البريطانيين أن نية واشنطن لم تكن تتجه إلى حل سريع للأزمة بل تعميقها وإدامتها لأسابيع متوالية، وهو ما دفع BBC بعد الإفراج عن البحارة إلى القول "بريطانيا وبعد أسبوعين أمضتهما وحيدة ليست بحاجة إلى تعاطف بوش القلبي".
ونوهت كيهان إلى أن واشنطن كانت ترى في إدامة الأزمة مدخلا لإشغال إيران وصرف انتباهها عما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين، ولكن النتائج جاءت على عكس ما تأمل إدارة بوش وحققت طهران في النهاية نتائج كبيرة من خلال إداراتها الجيدة للأزمة.
التنسيق وطائرة المالكي
في خبر وصفته بالخاص نقلت كيهان عن مسؤول إيراني أن التحقيق جار لمعرفة الأسباب التي حالت دون سماح إيران لطائرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعبور الأجواء الإيرانية أثناء سفره إلى اليابان.
وكذبت الصحيفة ما نشرته بعض الصحف ووسائل الإعلام الغربية بأن ما حدث هو دليل على برود العلاقات بين إيران والعراق.
وفي حديثه إلى كيهان قال المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه "لم نكن متأكدين من أن الطائرة تقل نوري المالكي بالفعل، فالسلطات العراقية لم تعلمنا مسبقا ولم تنسق معنا بالشكل اللازم.
وأضاف أن روابط البلدين تشهد تقاربا يزيل أي عائق أمام استفادة العراقيين من الإمكانات الإيرانية, وأن التحليلات الغربية بشأن ما حدث بلا قيمة، ومردها القلق العميق من عمق وحرارة العلاقات بين إيران والعراق.
يوم الطاقة النووية
همشهري قالت إن الاحتفال باليوم الوطني للطاقة النووية الذي يجري اليوم الاثنين سيتم في محطة بوشهر النووية، وقالت إنه يأتي بمناسبة تحقيق إيران منجزات هامة في مجال التصنيع النووي السلمي مضيفة أن ذلك يعد رمزا على عظمة واقتدار العلماء الإيرانيين.
جمهوري إسلامي أكدت من جانبها أن مراسم "اليوم الوطني للتقنية النووية" ستجري بحضور أحمدي نجاد، وأشارت إلى أنه تمت دعوة سفراء من دول عدم الانحياز وعدد من الدول الإسلامية لحضور الاحتفال.
وتحدثت الصحيفة عن أنشطة طلابية ينفذها "طلبة الباسيج" بالمناسبة في كافة أنحاء إيران بحضور أعداد كبيرة من الطلبة والأساتذة، وتركز الأنشطة التي تجري اليوم على التأكيد على حق إيران بالوصل إلى التقنية النووية واستخدامها للأغراض السلمية، وسيقوم الطلبة بالتجمع وتكوين دروع بشرية أمام منظمة الطاقة الذرية بالعاصمة طهران وأماكن أخرى بمشهد وأصفهان.
عطلة طويلة
اعتماد أشارت إلى اعتراضات داخل مجلس الشورى تتعلق بالعطلة الطويلة التي أمضاها المجلس بسبب عيد النوروز والتي وصلت إلى ثلاثة أسابيع.
وأوضحت الصحيفة أن الاعتراض جاء أولا من النائب عن محافظة إيلام داريوش قنبري الذي رأي أن عطلة طويلة لمؤسسة تشريعية يمثل خللا في إدارة الدولة، وفي رده على الاعتراضات قال رئيس المجلس حداد عادل إن موضوعا كهذا يجب ألا يناقش في جلسة علنية.
كما نقلت اقتراح عدد من النواب بتقليص أيام العطل القادمة ليتمكن المجلس من تعويض المدة السابقة وأداء واجباته.
الشرطة وحجاب الإيرانيات
" الشرطة الإيرانية ستنفذ في العاصمة طهران الشهر القادم خطة لمواجهة النساء ذواتي الحجاب السيئ وكذلك ملابس الرجال من المراحل العمرية الشابة " حيات نو |
حيات نو تحدثت عن بدء خطة للتعامل مع "الحجاب السيئ" ستنفذها الشرطة بالعاصمة طهران الشهر القادم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمن طهران الكبرى أن الخطة ستتعامل في البداية مع النساء ذوات الحجاب السيئ، موضحا أن صفات هذا الحجاب تتلخص بالبناطيل الضيقة والملابس القصيرة والمناديل الصغيرة التي لا تغطي الشعر بالكامل.
ولن تتوقف الخطة عند النساء فقط بل ستشمل في مرحلة لاحقة لباس الرجال أيضا، وخاصة في المراحل العمرية الشابة.
وقالت حيات نو إن الخطة التي سيقوم الأمن على تنفيذها جاءت بعد استطلاع للرأي حول الحجاب والأخلاق العامة قالت نتائجه إن 78% من المشاركين فيه يرون أن "الحجاب السيئ" يصب ضد ثقافة الأمة، كما عبر 93% عن قناعتهم بقدرة الشرطة على وضع نهاية لظاهرة "الحجاب السيئ" في طهران.