مغادرة بوش فرصة لاستعادة واشنطن هيبتها
محمد الخضر–دمشق
دعت الصحف السورية الإدارة الأميركية للاعتذار للشعبين العراقي والأميركي عن أخطائها وجرائمها جراء احتلال العراق, كما تناولت التحضيرات الجارية لانتخاب مجلس الشعب السوري، وتوقفت عند الخسائر الفادحة التي تعانيها المؤسسة العامة للصناعات النسيجية.
" الأميركيون أنفسهم يرون في رحيل إدارة بوش فرصة لإعادة تصويب الأمور دفعة واحدة بدءاً من نتائج الحرب على العراق وانتهاء بإعادة المصداقية للسياسة الأميركية الخارجية " تشرين |
بوش مطالب بالاعتذار
رأت تشرين أن الأميركيين ينتظرون بفارغ الصبر رحيل إدارتهم الحاكمة وقدوم أخرى أكثر منها حرصا على مصالح الولايات المتحدة، ومكانتها، مستندة في ذلك إلى خلاصة استطلاعات للرأي وتحليلات كان آخرها يشير إلى أن نسبة 72% من الأميركيين غير راضين عن أداء إدارة بوش.
وأسباب الهوة القائمة بين الأميركيين وإدارتهم -كما رأت الصحيفة- في مقال افتتاحي يتمثل في انجراف الإدارة إلى خوض الحرب على العراق دون مسوغات مقبولة، وتعريضها حياة عشرات آلاف الجنود لمخاطر شديدة أدت حسب الأرقام الأميركية إلى قتل 3270 جنديا.
وتضيف تشرين أن سياسة هذه الإدارة أدت بالإضافة إلى ذلك إلى تدهور حاد في صورة الولايات المتحدة لدى العالمين العربي والإسلامي.
كما لفتت النظر إلى أن مغادرة الإدارة الحالية ستشكل فرصة مهمة لمعالجة الأخطاء الكارثية التي وقع فيها الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش، وستساعد في إعادة جزء من هيبة الولايات المتحدة ومكانتها لدى الرأي العام العالمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين أنفسهم يرون في رحيل هذه الإدارة فرصة لإعادة تصويب الأمور دفعة واحدة بدءاً من نتائج الحرب على العراق وانتهاء بإعادة المصداقية للسياسة الأميركية الخارجية، مضيفة أن هناك مواقع أميركية على الإنترنت تحصي هذا الوقت بالشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية.
لكن هذه التمنيات -كما تقول تشرين- لا تجد سوى التجاهل والمكابرة لدى البيت الأبيض الذي يصر شاغلوه على السباحة ضد التيار، والإمعان في تعميق الأخطاء والتمادي في استفزاز الأميركيين وخداعهم عبر تزوير وقائع الحرب على العراق ومعطيات السياسية الخارجية برمتها.
وتدعو الصحيفة إدارة بوش إلى الاقتداء بتجارب من سبقها إلى مثل هذه الحالات، والإعلان على الملأ عن أخطائها والاعتذار للأميركيين والعراقيين عن هذه الأخطاء قبل أن تغلق أبواب الاعتذار.
الترشيح على الطريقة السورية
انتقدت سيريا نيوز الإلكترونية الحملات الانتخابية لأعضاء مجلس الشعب، معتبرة أن المصرح به يخالف المسكوت عنه، إذ أنه لكل شيء وجهان الأول معلن والآخر غير معلن.
وأضافت أن مقومات الحملة الانتخابية هي نواب فروا من ساحة الوغى مع السلطة التنفيذية، وتقدم بعضهم بعذر أقبح من ذنب كمقولة الخندق الواحد في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، آملة ألا يكون العدو هو الشعب في هذه الحالة.
والحملة الانتخابية شكلت كما يبدو محطة للعمل بعد السكرة النيابية، فتحول المرشحون إلى ساحة مبارزة عبر شعارات تدل على أن أصحابها "مكرهون لا أبطال" في العمل من أجل الشعب ذلك أن "قدره أن يعمل لأجلكم".
وبعض هؤلاء لم يستطع كسر أطر الخطابة، فنادى أبناء الوطن ألا يديروا ظهورهم له على الأقل قبل أن يدير هو ظهره لهم "بعد أن يتمدد على مقعد النيابة الوثير".
وقالت سيريا نيوز في مقال كتبته سهى مصطفى "لا أجندات، لا ماضي لتاريخ المرشحين، لا أهداف ولا برامج، كلهم أبناء بررة كما كتبوا على صورهم، وفعلا سيتبرؤون من الناخب ومن وعودهم ليصبح الأمر وكأنه ترشيح على طريقة السوريين لمجرد الترشيح ليس إلا".
وتضيف الصحيفة أن الصور ستحاصرنا مرة كل أربعة أعوام وبعدها تتلاشى ملامح المرشحين عندما تتمزق الصور، يمزقها الناس ويرمونها أرضا ويتجاوزونها في سعيهم بحثاً عن لقمة العيش!
" المؤسسة العامة للصناعة النسيجية أخطأت عندما اتجهت إلى معالجة مشكلة المخازين عبر البيع بسعر أقل من التكلفة فضلا عن الضرر الذي تكبده القطاع النسيجي الخاص من هذه المسألة " الاقتصادية |
خسائر نسيجية
انتقدت الاقتصادية الخاصة ضعف الأداء والأسلوب الذي تنتهجه المؤسسة العامة للصناعة النسيجية السورية الذي كبدها خسائر ضخمة تقدر بمليارات الليرات، إضافة إلى مشكلة المخازين التي لم توجد حلول لها حتى الآن.
ورأت الصحيفة أن المؤسسة أخطأت عندما اتجهت إلى معالجة مشكلة المخازين عبر البيع بسعر أقل من التكلفة، فضلا عن الضرر الذي تكبده القطاع النسيجي الخاص من هذه المسألة.
وتشير الاقتصادية إلى أن الصناعيين يشترون غزلا سوريا في مصر بسعر أقل من السعر الذي تبيعه به المؤسسة العامة للصناعة النسيجية في الخارج، مستغربة أن ينافسهم الصناعي المصري بالخيط السوري ليأخذ زبونهم من أمامهم ويزج بالبضاعة الأجنبية في السوق بشكل لا مبرر له.
وما يلفت الانتباه -بالنسبة للصحيفة- هو أن الاستثمارات التي بلغت عشرة مليارات ليرة (الدولار يعادل 50 ليرة) خلال خمسة أعوام لم تنعكس إيجابيا على تحسين الإنتاج، بل إن ذلك رافقه ازدياد الخسائر بنسبة 37% إذ أن خسائر المؤسسة في عام 2003 بحدود 2337 مليون ليرة بينما وصلت عام 2002 حوالي 710 ملايين ليرة.