سفاح في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني
أمين محمد–نواكشوط
تناولت الصحف الموريتانية الصادرة اليوم الاثنين عددا من القضايا الهامة، من أبرزها حضور جون نيغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية حفل تنصيب رئيس موريتانيا الجديد، كما تحدثت عن أولويات الرئيس الجديد، وتحضيرات مغادرة الرئيس المنصرف للقصر الرئاسي.
" من أكثر الرسائل وضوحا أن نيغروبونتي يتوفر على أهلية تمثيل رئيسه جورج بوش لأن كلا الرجلين يتقاطع مع الآخر في تاريخه الدموي المتغطرس وفلسفته القائمة على القتل والتدمير والإرهاب المنظم " ولد ابه/الفجر |
تاريخ دموي وإرهاب منظم
علقت يومية الفجر الصادرة اليوم على إعلان السفارة الأميركية في موريتانيا عن عزم جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية حضور حفل تنصيب الرئيس الموريتاني المنتخب في التاسع عشر من الشهر الجاري.
وقالت إن ذلك يعني حضور سفاح له تاريخ طويل من الوقوف وراء عمليات خرق وانتهاك حقوق الإنسان في العالم خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي.
وقد اكتسب نيغروبونتي -حسب الصحيفة- خبرة دبلوماسية واستخبارية واسعة من خلال المناصب التي تولاها في آسيا وأوروبا وأميركا الوسطى على مدار 37 عاماً (1960-1997).
واستعرض كاتب المقال سيد محمد ولد ابه ما قال إنها اتهامات خطيرة تلاحق هذا الرجل بالتقتيل وإبادة البشر، فضلا عن بعض الفضائح التي ما زال وقعها وتأثيرها يتابع الرجل "حتى وهو في غرفة نومه".
كما أكد أن من آخر التهم التي تلاحق نيغروبونتي دوره في دعم فرق الموت، وفضيحة سجن أبو غريب، وتكوين المليشيات التي وقفت وراء اغتيال العلماء العراقيين واختطافهم، وإشاعة أجواء الحرب الأهلية بهدف زعزعة أمن واستقرار العراقيين، فضلا عن وقوفه خلف فكرة السجون السرية في أفريقيا وأوروبا.
وأضاف ولد ابه أن هذا الرجل "السفاح المتورط في أكثر من فضيحة" هو الذي سيمثل رئيس بلاده في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني، في رسالة تحمل أكثر من دلالة.
واعتبر أن من أكثر هذه الرسائل وضوحا أن نيغروبونتي يتوفر على أهلية تمثيل رئيسه جورج بوش، لأن كلا الرجلين يتقاطع مع الآخر في تاريخه الدموي المتغطرس وفلسفته القائمة على القتل والتدمير والإرهاب المنظم.
اللمسات الأخيرة
يومية الأخبار تناولت التحضيرات الجارية لخروج العقيد علي ولد محمد فال من القصر الرئاسي، وعودته إلى منزله الذي قالت الصحيفة إنه ظل مهجورا منذ الانقلاب الذي قاده الرجل في الثالث من أغسطس/آب 2005.
وكشفت الصحيفة أن عشرات العمال ينشطون حاليا في وضع اللمسات الأخيرة على تجهيز منزل رئيس المجلس العسكري الذي سيسلم السلطة نهاية الأسبوع المقبل لخلفه المنتخب في اقتراع 25 مارس/آذار الماضي، قائلة إن هؤلاء العمال أشبه ما يكونون بخلايا نحل في عمل دؤوب استباقا لعودة ساكني البيت الذين طال عهدهم به.
الأخبار رأت في الحدث سابقة هامة، وأكدت أن التاريخ الموريتاني لم يشهد أن رئيسا غادر السلطة إلا إلى السجن أو المنفى، بدءاً من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه الذي كان ضيفا على السجن سنتين في مدينة ولاته بأقصى شرق البلاد، ومرورا بالمصطفى ولد محمد السالك الذي أذاقه رفاق السلاح مرارة السجن، وولد هيداله الذي سجنه قائد أركانه معاوية سيد أحمد الطايع أربع سنوات في أماكن متفرقة من الوطن، وانتهاء بالرئيس السابق ولد الطايع نفسه الذي سوف يتغير لقبه بعد أيام ليصير الأسبق، والذي خرج معزيا إلى السعودية ولم يعد إلى حد الساعة.
ويبدو أنه استمرأ الإقامة في الدوحة، كما تقول الصحيفة، رغم ترحيب السلطات الانقلابية المتكرر بعودته، وتأكيدها أنه سيتمتع بمعاملة رئيس سابق.
وخلصت الأخبار إلى أنه "بين رئيس يودع القصر الرمادي وآخر يدخله، تكون موريتانيا قد دخلت مرحلة جديدة ليس لها بمثلها عهد" متسائلة ماذا تخبئ تلك المرحلة؟
" المطلوب من الحكومة الجديدة في بداية الأمر هو إعداد خطة نهوض وطنية ووضع آلية لاستغلال الإمكانات الوطنية والعمل على تحسين مستوى الحياة اليومية للمواطن " ميارة/السراج |
الاقتصاد أولا
"الاقتصاد أولا".. هكذا عنون الكاتب الصحفي عبد الله ميارة مقاله اليوم في يومية السراج، قائلا إن الكل منشغل حاليا بمعرفة الحكومة القادمة التي ستتولى تصريف الشؤون العامة، وإن النقاش يحتدم حول مشاركة المعارضة أو عدم مشاركتها في هذه الحكومة.
لكنه رأى أن المسألة الأساسية في نظره ليست مشاركة المعارضة من عدمها، إنما المسألة الجوهرية والعاجلة هي تشكيل حكومة تكنوقراطية نظيفة وقادرة على معالجة الملفات الحيوية خاصة الاقتصادية لتحسين ظروف المواطن اليومية البائسة.
وقال ولد ميارة إن الأوضاع الاقتصادية الحالية لا مثيل لها وإن الأسعار عرفت ارتفاعا لا مسوغ له -خاصة بعد الانتخابات- شملت جميع المواد والسلع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية، في غياب أدنى رقابة على الأسعار، وغياب أي وعي استهلاكي لدى المواطن الذي تطحنه الأمية والفقر والبؤس رغم الثروات الكثيرة التي يزخر بها الوطن.
وأكد أنه نظرا لضعف الحكومة الانتقالية وقلة خبرتها وعدم تأهيلها، بقي عدد من الملفات معلقا، كما اتسم أداؤها بالضعف في مجال الخدمات الأساسية والشؤون الاقتصادية.
واعتبر الكاتب أن من شأن ذلك أن يلقي بأعباء كبيرة على الحكومة القادمة التي أكد ولد ميارة أن المطلوب منها في بداية الأمر هو إعداد خطة نهوض وطنية ووضع آلية لاستغلال الإمكانات الوطنية والعمل على تحسين مستوى الحياة اليومية للمواطن.
كما أشار إلى أن وضع مخطط لتنظيم العاصمة والقضاء على ظاهرة الكبات (أحياء الانتظار) والتقري الفوضوي والأحياء الفقيرة ومظاهر التهميش والحرمان، من أولويات تلك الحكومة.