أزمة البحارة البريطانيين دخلت لعبة الرهانات
مازالت أزمة البحارة البريطانيين في إيران تستقطب اهتمام الصحف البريطانية اليوم الأربعاء فاعتبرت أنها دخلت مرحلة الرهانات داعية إلى بث الفيلم الذي أثار جدلا في بريطانيا معتبرة أن ذلك لن يؤثر على أزمة البحارة، ثم تحدثت عن خزي العالم لموقفه المتجاهل للصومال.
" سيكون من سوء التقدير للتعقيدات في الحكومة الإيرانية أن نشير إلى أن فيلما تلفزيونيا بصرف النظر عن مدى ما يخلفه من استفزاز، سيحدد الطريقة التي تعالج بها الأزمة الراهنة " ديلي تلغراف |
لعبة النهاية
تحت عنوان "بريطانيا مقابل إيران.. لعبة الرهانات الكبيرة في الشطرنج" كتب مراسل ذي إندبندنت باتريك كوكبيرن تقريره عن أزمة البحارة المعتقلين في إيران، ملخصا الموضوع بثلاثة أفكار: أولها حول الرهان قائلا إن دبلوماسيا إيرانيا يُطلق سراحه من قبل العراق وسط دخول أزمة "الرهائن" في مرحلة حرجة.
والفكرة الثانية فتنطوي على التمهيد، حيث تقول وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت إنها مستعدة للانخراط مع طهران.
أما الفكرة الثالثة فهي لعبة النهاية: الآمال تتصاعد بإطلاق سراح البحارة عبر عملية تبادل للأسرى.
وقال كوكبيرن إن أزمة البحارة تبدو وكأنها تسير نحو عملية تبادل أسرى رغم الإنكار الذي يصدر عن كل من طهران ولندن، وكان أول الخير الإفراج عن جلال شرفي وهو دبلوماسي إيراني اعتقل من شوارع بغداد قبل شهرين، مشيرا إلى أن الإفراج عنه يبشر بالفرج قريبا.
ذي مارك أوف كين
وفي هذا الإطار أيضا كتبت ديلي تلغراف افتتاحيتها تحت عنوان "إساءة التقدير لإيران" تدعو إلى بثت الفيلم الوثائقي الذي أثار الجدل الأيام الأخيرة في البلاد خاصة أنه يتحدث عن تعذيب الجنود البريطانيين لمعتقلين عراقيين.
واستشهدت الصحيفة بأفلام أخرى عرضت في وقت سابق رغم أنها كانت مثيرة للجدل مثل "موت الأمير" عام 1980، "الموت على الصخر" عام 1988، وكان أحدهما قد حكى عن إعدام أمير سعودي بعد اتهامه بالزنا، والآخر يظهر محاكمة إطلاق النار على ثلاثة إرهابيين من إيرلندا الشمالية على أيدي القوات الجوية البريطانية في جبل طارق.
وأشارت ديلي تلغراف إلى أن الفيلمين أثارا سخط الحكومة واستدعى أحدهما تقديم حكومة توني بلير اعتذارا للسعودية، ولكن في جميع الحالات تم بث الفيلمين.
ومضت تقول: طالما أن القوات البريطانية منتشرة بالخليج، فسيكون هناك وقت أكثر ملاءمة لبث مثل فيلم (ذي مارك أوف كين) مضيفة أنه سيكون هناك بدون أدنى شك تيارات في إيران والعراق تستخدم فحوى الرسالة لأغراض دعائية.
ولكن -تتابع الصحيفة- سيكون من سوء التقدير للتعقيدات في الحكومة الإيرانية أن نشير إلى أن فيلما تلفزيونيا بصرف النظر عن مدى ما يخلفه من استفزاز سيحدد الطريقة التي تعالج فيها الأزمة الراهنة، مشيرة إلى أن ثمة لعبة دبلوماسية دقيقة تجري على قدم وساق.
عار على العالم
" مصرع المئات من المدنيين في الاقتتال الداخلي بمقديشو دليل آخر على أن الغزو الإثيوبي للصومال بدعم أميركي كان ضرره أكثر من نفعه " تسدال/ذي غارديان |
أما في الشأن الصومالي فكتب سايمن تسدال مقالا في ذي غارديان تحت عنوان "الصومال تنزلق إلى الوراء" يقول فيه إن مصرع المئات من المدنيين في الاقتتال الداخلي بمقديشو ليعد دليلا آخر على أن الغزو الإثيوبي للصومال بدعم أميركي كان ضرره أكثر من نفعه.
وقال تسدال إن تركيز المجتمع الدولي فقط على زمبابوي ودارفور دون الصومال لهو الخزي المستتر لهذا العالم.
وذكَر الكاتب بأن أكثر من 1000 مدني قتلوا أو أصيبوا في الاقتتال الداخلي في الآونة الأخيرة، فضلا عن تشريد الآلاف ونزوحهم عن منازلهم.
ومضى يقول رغم الاجتماع الطارئ الذي سيعقد بالقاهرة اليوم ويضم أميركا وبريطانيا -وسط الحديث عن خطط لمؤتمر مصالحة يوم 16 أبريل/ نيسان- فإن المشاهد الصومالية تبعث على الكآبة.